تَحِيَّة ُ الغيثِ مَنْهَلاًّ سحائبُه – السري الرفاء
تَحِيَّة ُ الغيثِ مَنْهَلاًّ سحائبُه … على العقيقِ وإنْ أقوَتْ مَلاعِبُه
لا بل على الحيِّ منشوداً هوادِجُه … على الشُّموسِ ومذموماً رَكائِبُه
حتى تَرُدَّ عليه آية ً سلَكَتْ … ظِباؤُها الغيدُأوحلَّتْ ربائبُه
ففي الظعائنِ مجنوبٌ لغانية ٍ … تَغْنَى بوصلِ سواهأوتُجانبُه
وفي الديارِ سميعٌ ليس تُسمعُه … إجابة ً وخطيبٌ لا تُخاطبُه
حتى تبَدِّلَ للعُشَّاقِ زورَتَه … طَيفٌ يَصُدُّ عن العُشَّاقِ صاحبُه
سرى إلى البدرِ يُخفي البدرَ منتقباً … والبدرُ يأنَفُ أن تُخفي مناقبُه
إذا بدا الصبحُ من إشراقِ طلعتِه … أبدَتْ لكَ الليلَ مُسودّاً ذوائبُه
والحُسنُ ضِدَّانِ لا أدري إذا اجتمعا … أَنوارُه فتَنَتْني أَم غَياهبُه
حُلِيُّه وثناياه وعَنبرُه … كلٌّ ينُمُّ عليه أو يراقبُه
فلستُ أدريإذا ما سار في أُفُقٍ … شَمائلُ الأفقِ أذكى أَم جَنائبُه
أما القريضُفما تَحظَى محاسنُه … عندَ الملوكِ كما تَحظى معائبُه
وربما ظَلَمَ الدينارَ ناقدُه … وقد كَساه ضروبَ الحُسنِ ضاربُه
كأنني بنجيبِ الشِّعرِ قد رحلَتْ … عنهم إلى الشَّرفِ الأعلى نجائبُه
ولو تشاءَم لانقَضَّت صواعقُه … على العِراقِ كما ارفضَّت سَحائبُه
قل للذي قلَّدتْني كفُّه رسَني … وكنتُ أَدْنُوإليهوهوجاذبُه
لك الأمانُ إذا انسابت أراقِمُه … من المكامِنِ أو دبَّتْ عقاربُه
ليسَ الصديقُ الذي أعطاك شاهدُه … شَهْدَ الودادِ وخان الغيبَ غائبُه
كم مَنطِقٍ كسحيقِ المِسكِ ظاهرُه … لم يُقْضَ عندَ أبي إسحاقَ واجبُه
كانت مدائحُنا غرّاً محجَّلة ً … تُثني عليهفقد أضحَتْ تُعاتِبُه
وما أقولُ لِمَن طابَتْ عناصرُه … في رُتبة ِ المجدِوابيضَّتْ مَناسبُه
أغرُّ زانَ مديحي فضلُ سُؤدُدِه … كلؤلؤ العِقْدِ زانَتْه ترائبُه
وصادقُ الوُدِّ لا ترتدُّ خُلَّتُه … على الصَّديقِولا يَزْوَرُّ جانبُه
لا أستريحُ إلى زُورٍ ولا كَذِبٍ … يُهدَى إليهوشرُّ القولِ كاذبُه
وليسَ للذَّمِّ فيه مَذْهَبٌ فَيُرى … أَنَّى ومِن ذهَبٍ صيغَتْ مَذاهبُه
نَبا عليَّفما أدري لنَبوتِه … أنيابُ دهري أَمضى أَم نوائبُه
هُو الحُسامُ لقومٍ ماءُ صَفحتِه … بشاشة ٌولأقوامٍ مضاربُه
والغيثُ إن برقتْ نحوي مخائِلُه … راحت تَصوبُ على غيري صوائبُه
هذا وما صَدِئَت قِدْماً مسامعُه … بما نظمْتُولا ضاعَت مواهبُه
ولي من الأدبِ المحمودِ أثمرُه … يُنمى إليه وأعرافٌ تناسِبُه
ورَغبة ٌ كلما جاءَت معرِّضة ً … بجاهِه أعرضَت عنها رغائبُه
وكم ضربتُ بماضٍ منه ذي شُطَبٍ … عَضْبٍ مضَارِبُه حلوضَرائبُه
وردْتُ في طَيِّبِ الأنفاسِ ذي ثَمرٍ … قريبة ٍ من يد الجاني أطايبُه
عَاقَبْتَني بجفاءٍ لا أَقومُ به … فهَل عقابُك محمودٌ عواقبُه
وعادَ رأيُك لي سُوداً مشارِقُه … وكنتُ أعهَدُه بيضاً مغاربُه
الشِّعرُ وَشْيُ بُرودٍ أنتَ سَاحِبُه … فَهْماًودُرُّ عقودٍ أنتَ ثاقبُه
فلِمْ مَنعْتَ على الإحسانِ مُحسِنَه … ما نالَ من جاهِكَ المبذولِ خاطبُه
وزاهرُ الحمدِ إن أَنْصَفْتَهُ زَهَرٌ … يَطيبُ رَيَّاهُإن طابَتْ مشاربُه
أكان في العَدلِ أن تَظما حدائِقُه … بسَاحَتْيكَ وأن تُروى سباسبُه
لقد نثرتُ على قَومٍ حصَى كَلِمٍ … لوشِئتَ لآنْتَثَرَتْ فيكم كواكبُه
لولاك ما ارتُدِيَتْ أطمارُهوغدَت … تُرَدُّوهي أنيقاتٌ سبايِبُه
لأصبِرَنَّ على إخلالِ عُرفِكَ بي … حتى يثوبَ إلى المعهودِ ثائبُه
عسى العتابُ يَرُدُّ العتْبَ منك رضاً … وربما أدركَ المطلوبَ طالبُه