توهمت من أهواه خارجَ صورتي – محيي الدين بن عربي

توهمت من أهواه خارجَ صورتي … فقدرتُهُ في القربِ بالباعِ والشبرِ

فيحيي فؤادي بالوصالِ وباللقا … ويقتلني بالصدِّ منهُ وبالهجرِ

يجرِّد عن غصنٍ قويمٍ وعن نقا … ويبسمُ عن درٍّ ويُسفر عن بدرِ

ويُجري لنا نهراً من الضَّرْعِ طيباً … ومن عسلٍ أصفى وماءٍ ومن خمرِ

يمدُّ بهِ كوني لأني من أربعٍ … خلقتُ بها في النشأتين بلا أمر

معَ الأمرِ بالتكوينِ في كلِّ حالة ٍ … ولا أدرِ معناهُ ولا أدرِ أدري

أتيتُ إليهِ منْ طريقٍ ذلولة ٍ … مسهَّلة لكن على مَركبٍ وَعر

بنقرٍ بأوتارٍ بأيدي كواعبٍ … يملن علينا من هوى لا من السُّكر

فلما تأملنا وجدنا وجودَنا … بأسمائه الحسنى فقمتُ بها أجري

إلى عالمِ الأكوانِ أخبرهُمْ بها … كما أخبر الرحمن في محكم الذكر