تهيَّبه وِردُ الرَّدى لوتهيَّبا – السري الرفاء

تهيَّبه وِردُ الرَّدى لوتهيَّبا … ربائبَ في الأظعانِ يُحْسَبْنَ رَبرَبا

مَلكْنَ بتقليبِ النَّواظرِ قلبَه … فقد أَمِنَتْ في الحبِّ أن يتقلَّبا

طوالعُ من حُمْرِ القِبابِ شموسُها … وما طلعَتْ منهنَّ إلا لتَغرُبا

سفَرْنَ فلاحَ الأُقحوانُ مفضَّضاً … على القُربِ منا والشَّقائقُ مُذَهَّبا

وجُدْنَ بألحاظٍ مِراضٍ كأنَّها … تُصرِّحُ بالعُتبى إلى مَنْ تعتَّبا

وقد أثمرَ العُنَّابَ والوردَ بَانُها … فأبدعَ في تلك الثِّمارِ وأغرَبا

محاسنُ عنَّت في مَساوٍ من النَّوى … فللّه ورْدٌ ما أمرَّ وأعذبا

رأَت جانبَ الأعداءِ سهلاً فأسهلَت … فلائقُ كانت بِغضة ً وتحبُّبا

عذيريَّ من قلبٍإذا سُمتَه الهَوى … أجابَ وإن ذكَّرتَه صبوة ً صبَا

وطيفِ حبيبٍ خافَ طيفَ رقيبِه … فزارَ وسارَ خائفاً مترقِّبا

إذا كان سُقيَا الخائفين تجنُّباً … فلا زالَ صَوبُ المُزْنِ يَسقيكَ صَيِّبا

حَياً كلما حيَّتْ به الريحُ منزِلاً … ثَنَتْ فيه هُدَّاباً إليك وهَيدَبا

تلهَّبَ فيه البرقُ حتى كأنَّما … حريقٌ على أثباجِ ليلٍ تلهَّبا

فباتَ كأنَّ الريحَ في جَنَباتِه … تهُزُّ صفيحاً منه بالتِّبرِ مُذهَبا

وساجَلَ معروفَ الوزيرِ ومَنْ له … بعُرْفٍ يعُمُّ الأرضَ شَرْقاً ومغرِبا

هُمامٌ يعُدُّ السمهريَّة َ مَعقِلاً … يعوذُ به والمَشرَفيَّة َ مَكسِبا

حليمٌإذا أحْفَظْتَه زادَ حِلمُه … فكيفَ يرى عن مَذهَبِ الحقِّ مذهَبا

ومبتسمٍ والطعنُ يَخضِبُ رُمحَه … كأنْ قد رأى منه بَناناً مُخَضَّبا

رأيناه يومَ الجودِ أزهرَ واضحاً … ويومَ قِراعِ البيضِ أبيضَ مِقْضَبا

وخِلناه في بذلِ الألوفِ قَبيصة ً ؛ … وخِلناه في سَلِّ السيوفِ المُهَلَّبا

ملوكٌ إذا الأيامُ دامَت رماحُهم … حَسِبتَهمُ الأيامَ صَدراً ومَنكِبا

يُنازِعُهم فضلَ النَّجابة ِ معشرٌ … ولولاهمُ لم يَعرِفِ الناسُ مُنجِبا

وهَجْرٍ تردُّ الخيلُ رأْدَ ضَحائِه … بأرهاجها قِطْعاً من الليلِ غَيهَبا

كأنَّ سيوفَ الهندِبينَ رماحِه … جداولُ في غابٍ علا وتأشَّبا

تَضايقَ حتى لوجرَى الماءُ فوقَه … حَماه ازدحامُ البِيضِ أن يتسرَّبا

وقَفْتَ به تُحيي المُغيرة َ ضارباً … بسيفِكَ حتى ماتَ حَداً ومَضرِبا

وصُلْتَ على الأعداءِ تلعَبُ بالقَنا … وأرواحِهم حتى ظننَّاه مَلعَبا

وكم مِقنَبٍ في الرَّوعِ يُحسَبُ واحداً ؛ … وكم واحدٍ في الرَّوعِ يُحسَبُ مِقنَبا

فلوكنتَ من حربِ العُداة ِ بمعزِلٍ … دعوتُك في حربِ النوائبِ مِحرَبا

إذا غابَ عن ذي الرأي وجهُ رَشادِه … لجأتَ إلى رأيٍ يُريك المغيَّبا

أساءَ إلينا الدهرُ يا بنَ محمدٍ … فلما تنافَرنا إليك تجنَّبا

دعوتَ إلى الجَدوى ومثلُك مَنْ دعا … بِحَيَّ على ماءِ الحياة ِفثوَّبا

فما بَعُدَتْ نُعماكَ عن ذي قَرابَة ٍ … ولا جَانَبَتْ مِنْ سائرِ الناس أجنَبا

إليك ركبتُ الليلَ فَرداً فلم أقُل … أعاذلتي ما أخشنَ اللَّيلَ مَركَبا

لِيَصْدُرَ عنكَ الشِّعرُ مالاً مسوَّماً … إذا نحن أوردناه دُرّاً مُثَقَّبا

فهل لك من جازٍ إذا اعترضت له … شهودُ قوافي الشِّعرِ جَدَّ فأسهَبا

وضاربة ٍ في الأرضِ وهي مُقيمة ٌ … كأنَّ مَطاياها الجَنوبُ أوالصَّبا

يثقِّفُها طِبٌّ بتثقيفِ مثلِها … ويخدُمُها حتى تَرِقَّ وتَعذُبا

مُطِلٌ على سهلِ الكلامِ وحَزْنِه … فما يصطفي إلا اللُّبابَ المُهَذَّبا

تركتُ رِحابَ الشامِ وهي أنيقة ٌ … تقولُ لِطُلاَّبِ المكارمِ مَرحَبا

مدبَّجة َ الأطرافِ مخضرَّة َ الثَّرى … مصقَّلة َ الغُدرانِ مَوشِيَّة َ الرُّبا

إذا نحنُ طاردْنا الغنيمة َ أمكَنتْ … بهنَّ وإن جُلْنا على الصيد أكثَبا

فما ذِمَّة ُ الأيامِ فيها ذميمة ٌ ؛ … ولا جانبُ الدنيا بها متجنَّبا

ولكنَّ ذا القُربى أحقُّ بمنطِقٍ … إذا كان ذوالقُربى إلى الحمدِ أقرَبا

وذي شرفٍ إن عَدَّ ثَهْلانَ فاخراً … عددتُ له رَضْوى وقُدْساً وكَبكَبا

تعصَّبْتُ في شِعري عليه ولوحوَى … عصائبَ تيجانِ الملوكِ تعصُّبا

فلا زِلتَ مُبيَضَّ المكارمِ راخياً … بجُودٍ ومحمَرَّ الصوارمِ مُغضَبا

ودونَكها تتلونظيرتَها التي … هي الكوكبُ الدُّريُّ يجنُبُ كوكَبا

كأنَّ قَوافيها سهامُ مثقِّفٍ … تصعَّدَ فيها لحظُه وتصوَّبا

كأنَّك منها ناظرٌ في حديقة ٍ … تقطَّرَ فيها فارسُ القَطرِ أوكَبا

كلاماً يفوقُ المِسكَ طيباً كأنما … أتاك برَيحانِ النحورِ مطيَّبا