تنزيهك الحق حدّ أنت تعلمه نعتُ المهيمنِ بالإطلاق تقييدُ – محيي الدين بن عربي
تنزيهك الحق حدّ أنت تعلمه نعتُ المهيمنِ بالإطلاق تقييدُ … وكلُّ ما قيل فيه فهو تحديدُ
وإن سكتُ على عجزٍ أفوز به … فذلك العجزُ أيضاً فيه تقييد
فليسَ يخرجُ في ظني ومعرفتي … شيءٌ عن القيدِ لا شركٌ وتوحيدُ
تنزيهكَ الحقَ حدٌّ أنتَ تعلمُهُ … إن النزيه بنفي الحدّ محدود
إن قلت ليس كذا أثبته بكذا … وذا لباسٌ نزيهٌ فيهِ تجريدُ
سلبُ التحيرِ عنهُ لا يشرفُهُ … وكيف يشرُف بالتنزيه معبودُ
لوْ لمْ يكنْ في كذا لزالَ عنهُ كذا … وزالَ عنهُ بهِ حمدٌ وتمجيدُ
أسماؤه تطلبُ الأكوانَ أجمعها … فنعتها بالغنى المعلومِ مفقودُ
لولا القبولُ الذي منا لما ظهرتْ … آثارها فلنا منْ ذلكَ الجودُ
إنّ الوجودَ الذي أثبتهُ نسبٌ … فلا وجودَ فما في العينِ موجودُ
بذا المحالُ الذي ترمي بهِ فطرٌ … وكيفَ يقبلُهُ والكونُ مشهودُ
أثبت عينك عند النفي نافية … فمنْ نفيتَ وبابُ النفيِ مسدودُ
وكيفَ تنفي وجوداً أنتَ تثبتهُ … عقلاً وعيناً وحوض العقل مورود