تلك المودّة ُ ما رأيُ العُلى فيها – حيدر بن سليمان الحلي

تلك المودّة ُ ما رأيُ العُلى فيها … ذابت حشا المجدِ غيظاً من تَلظّيها

أرست ولكن على قلبِ الحسود لها … قواعدٌ كانَ يبني الفخرَ بانيها

معتلة ٌ بضنا الهجرانِ قد مرضت … بعلّة ٍ مرضت نفسُ العُلى فيها

فاللهَ اللهَ في استبقائِها فلقد … كادت تقومُ على الدنيا نواعيها

ما عذرُ من صدّ عنها وهي مقبلة ٌ … من بعدِ ما كانَ تُصيبه ويصيبها

عهدي بها تكتسي أبهاجَ غُرّتِه … والبِشرُ يقطُرُ زَهواً مِن نواحيها

فاعجب وما قد أراها دهرُها عجبٌ … مَن كانَ يُضحكها قد صارَ يُبكيها

وكيف في كلِّ ذاك العتبِ ما شَفيت … وكان في الحقِّ منه البغضُ يشفيها

داءٌ من الهجرِ لم أبرح أعالجُها … منهُ وبالبرءِ في عتبي أُمنِّيها

وما طويتُ على يأسٍ عليه طَوت … حتى مللتُ وملّت من تشكيّها

فاعذر أخاك إذا ملّ العلاَج فقد … أفنى الدواء ولم ينجع تداويها

سل ديمة ً كلّما استمطرتُها لمعت … بروقُها لي وانحلّت عزاليها

ما بالها بانَ إخلافُ البروقِ بها … أعيذُها بإله الخلق مُنشيها

فقم أعدها أبا الهادي بلا مهلٍ … مكارماً أنت قبلَ اليومَ مُبديها

لا قلتُ مات الرجا والجودُ ما انبسطت … بنانُ كفِّك في الدنيا لراجيها