تغنم زمان الجود في اللهو واسبق – عماد الدين الأصبهاني

تغنم زمان الجود في اللهو واسبق … وفز باجتماع الشمل قبل التفرق

هلموا نسابق نحو مشمس جلق … وثم لما نهوى على الأكل نلتقي

تصفر شوقا لانتظار قدومنا … ومن يتعشق ذا الفضائل يشتق

وما رمقت للشوق رمد عيونه … فإن تترفق منه تنظر وترفق

إذا حضرت أطباقه غاب رشدنا … لما يتلاقى من مشوق وشيق

لأن مذاب الشهد فيه مجسد … أجد له عهد الرحيق المعتق

وما اصفر إلا خوف أيدي جناته … فليس له أمن من المتطرق

حكى جمرات بالفضا قد تعلقت … فيا عجبي من جمرة المتعلق

كأن نجوم الأرض فوق غصونه … فيا حيرتي من نجة المتألق

وجناتها محمرة وجناتها … فمن يرها مثلي يحب ويعشق

بدت بين أوراق الغصون كأنها … كرات نضار في لجين مطرق

تساقطها أشجارها فكأنها … دنانير في أيدي الصيارف ترتقي

ومشمش بستان الزكي بشهده … شهادته تقضي فزك وصدق

يقول رفيقي في دمشق تعجبا … أما لك بستان مقالة مشفق

فقلت إلى باب البريد وسوقه … لأمثالنا تجنى بساتين جلق

ولو كان لي بالسهم سهم وجدت لي … منالي بأيام الثمار ومرفقي

إذا كنت مبتاعا من السوق مشمشي … فما لي إلا لذة المتسوق

وما لي بأرباب البساتين خلطة … فيصبح في حيطانها متسلقي

كرام وثوقي في الشتاء بودهم … ولكنهم في الصيف ينسون موثقي

وما ثم من يجدي ويقري ويقتني … ثنائي سوى المحيي الكريم الموفق

وذلك يوم واحد ليس غيره … أمن أجل يوم واحد قلت لي اسبق

على أنني لو قيل بالصين دعوة … أثرت إليها لوعة المتحرق

فإن جئت قبلي جلقا فارم منعما … حديثي ينادي المنعمين وحلق

لعل كريما ينتخي لضيافتي … بمشمشة عند القدوم وينتقي

فلا تنس نشو الدين نشوة خاطري … وقل عن صبوحي كيف شئت ورقق

وهات وساعدني وخذ من قريحتي … لطيمة داري من الحمد واعبق