ترومُ مقامَ العزّ والذلُّ نازل – حيدر بن سليمان الحلي
ترومُ مقامَ العزّ والذلُّ نازل … ولم يك في الغبراء منك زلازلُ
وترجو عُلاً من دونها قدرُ القضا … وعزمك عن قرع المقادير ناكل
إذا كنت ممّن يأنف الضيمَ فاعتصم … بعزم له قلب الحوادث ذاهل
وليس يزيل الضيم غلا أباته … ويرحضُ عار الذل إلاّ المُناضل
رم العز في الخضراء بين نجومها … وكن ثاقباً فيها وهن أوافل
وكن إن خلت منك الربوع وأوحشت … أنيسَ المواضي فهي منك أواهل
أما لك في سم العرانين إسوة … فتسلك ما سنته منها الأفاضل
بيوت علاهم في الحوادث ان دهت … قناٍ وضباً مشحزذة وقنابل
هم قابلوا في نصر مَدرَة هاشمٍ … أُميّة َ لما آزرتها القبائل
وأجروا بأرض الغاضريّة أبحراً … من الدم لم تبصر لهن سواحل
بيوم كيوم الحشر والحشر دُونه … أواخره مرهوبة ٌ والأوائل
مناجيبُ غُلب من ذؤابة هاشمٍ … وآساد حرب غابُهنَّ الذوابل
غذا غيمت بالنقع شمت بوارقاً … لهم غربُها بالموت والدمّ هاطل
وللضاريات الساغبات برزقها … قناهم بمستن النزال كوافل
وفي اكبد الأبطال تغرس سمرهم … ومن دَمها خرصانُهنَّ نواهل
لهم ثمرات العزّ من مُثمراتِها … فعزُّهم بَين السماكين نازل
ولم يُرَ يومَ الطف أصبرَ منهم … غداة بها للموت طافت جحافل
وما برحت تلقى القنا بصدورها … غلى أن ترت من دماها العواسل
بنفسي بدوراً من سما مجد غالبٍ … هوت أفلا بالطعن وهي كوامل
ومن بعدهم يعسوب هاشم قد غدا … فريداً عن الدين الحنيف يقاتل
على سابحٍ لم تعتلق بغُباره … إذا ما جرى يوم الرهان الأجادل
عَجِبتُ لمن لم تستطع فوق ظهرها … على حمله الغبرا، له المُهر حامل
همامٌ له عزمٌ به الشمُّ في الوغى … تعود أعاليهن وهي أسافل
نضى لقراع الشوس عضباً مهنداً … تميلُ المنايا أينما هو مائل
وغادرهم في غربه جُثّماً على … الثرى وبهم شغلٌ من الموت شاغل
وما زال يرديهم إلى أن قضى على … ظماً والمواضي من دماه نواهل
قضى بعد ماأعطى المهند حقه … ولا جسم غلا وهو للروح ثاكل
وخلف عدنناً كأفراخ طائر … تحوم عليها كلَّ حين أجادل
وبلطف من عليا نزار عقائلاً … أسارى ومن أجفانها الدمع هامل
بلا كافل نطوي المهامه في السرى … وأنى لها بعد ابن أحمد كافل
أُميَّة هبيّ من كرى الشرك وانظري … فهل أسرت للأنبياء عفائل
فما للنساء المحصنات وللسى … تجوبُ بها البيداءَ عيسٌ هَوازِل
وما لبنيات الرسول وللظما … بقفرٍ به للحرّ تغلي مراجل
فتحسب رقراق السحاب بموره … نطاقاً ومنها الماء في الأرض سائل
فتجهش من حرّ الضماء بركبكم … ولم يك في استجهاشها الركبَ طائل
ألا يالحاك الله فارتقبي وغى … يثور بها من غالب الغلب باسل
هو القائم المهديّ يُدرك ما مضى … من الثار فليهمل لك الثار هامل
طلوب فلو في مهجة الموت وتره … لشقّ إليه الصدرَ والموت ناكل
ينال بحد السيف ماهو طالب … وَيمضي ولو أنَّ المنيَّة حائل
شَروب بماضي الشفرتين دَم العِدى … وأجسامَهم بالسمهريّة آكل
أملتهم الكونينِ في فم عزمه … حنانيك مافي ذمنا الدهر طائل
متى يارعاك الله طال انتظارنا … تقيم عماد الدين إذ هو مائل
وتجتاح قوماً منهم كلّ شارقٍ … تغولكم شرقاً وغرباً غوائل
وتَصبحُ فيكم روضة ُ الدين غضّة ً … وتزهر منكم للأنام الخمائل
بني الوحي أهدى حيدر مدحه لكم … يدين لها قس بما هو قائل
فعذراً فانيباقل إن اقل بكم … مديحاً له قس الفصاحة باقل
وصلى عليكم خالق الخلق ماجرت … على رزئكم سحب الدموع الهواطل