تراويح الوجد – صباح الحكيم

كلَما حلَ عامٌ جديد

أنتظرُ بزوغ هلال وجهكَ المضيء

وكلما دارت رحى الأيام

أجدكَ أنت فيها

قمراً يتلألأ في أرجاء سمائي

هنا في داخلي يسكن ياسمين ذكراك

لا تفارقني همساتك

أراكَ في صفحات كتابي

وبين حروف أشعاري

وعلى قصاصات أوراقي

وعلى طاولتي تجلس

تنظر إليَ وقلبك يهمسني

أرى …

إشراقة عطركَ الندي

وضحكاتك تترادف نغماتها لتخترق أذنَي

أحسُ بآلامك..وهمساتك الناعمة

كأنغام الضحى تسجد بأضلاعي..

و حتى عندما تغضب

و تصرخ من صدى الأوجاع

فتلثم صدرك الأحزان

تراني أنزف معها

و دمع القلب مدرارا

تشق

جدار أوردتي

وتكسر نوارس غربتي

على ضجيج الرحيل

وحين يمضي المساء

يحملك القلب على راحتيه

على هدير همساته الناعسة

يدمدمُ سكون البوح في نبضاتي

فيؤرقني صمت دموع الفراق

ويستدركني البكاء والنحيب

فانزوي في غربتي

على شرفة الحنين

على أغصان لمساتك الحانية

أبكيك في الخفاء

وألمٌ يوخز مساماتي

وأنا أجول في روابيك العتيقة

أستقطب ثمار حبنا الضائع

أواه يا أماه ساعديني

من جموح الجوى

في صدري يتغلغل إليه

حبيبي لقد انكسر جناح القلب يصرخ الأنين

آهٍ والوجد لا يفارق خلجاتي

تنأى به شواطئ مشاعري

وألمٌ تتضرع منه ضلوعي

وكبدي يلتوي في محرابك

وقد تساقطت أوراق عمري

وذبلت أغصان خواطري

وأنا أجر غربتي بعدك

أبحث عنك في أروقة عواطفي

أجدك ما زلت تسكنني

وبقوة وجدي إليك

يا نبع سواقيي…

يا حياتي ..

طال البعد والشوق يؤلمني

وحنيني إليكَ يأسُرني

وهذا الليل قد أرخى سُدُلهُ..

و السهاد مؤرق

يا ويح قلبي، وما الصباح بمقبلٍ؟

والسقم بي يتورق

وأنا أجثو على ساحل الوريد

تحاصرني زهور التوق

أنتظر نفحة عبيرك

بَعدك لا وجود للحياة

والعيد تركني..

وتركني السعود

ووجعٌ تأنُ منه خاصرتي

وحيدةٌ في خيمتي

أنازع شظايا غربتي

ألمٌ يتجرع منه نبضي على إثر رحيلك

قد أصبح الصمت عالمي

والقهر يسكن مجراتي

فتقتلني عواصف الفراغ

تهتُ في مواويل البكاء

أنزف جرحي في محراب الهوى

وأصلي تراويح نَفَســي الأخير .