تباركتَ أنت الله جلَّ جلالُه – محيي الدين بن عربي
تباركتَ أنت الله جلَّ جلالُه … وعزَّ فلمْ يظفرْ بهِ علمُ عالمِ
تعالى فلم تدركه أفكارُ خلقه … وردَّ بما أوحى بهِ كلُّ حاكمِ
ولكنْ معَ الردِّ الذي وردتْ بهِ … نصوصُ الهدى أثني بأرحمِ راحمِ
على نفسهِ وحياً ليعلمَ سابقٌ … ومقتصدٌ من ذاك حكمة ُ ظالمِ
فلا سابقٌ يزهو لتأخيرِ ذكرهِ … لإلحاقه فيه باهل المظالم
فجاء بتنزيه بشورى وغيرها … وجاء بتشبيهِ لسانِ التراجم
وكلٌّ لهُ وجهٌ صحيحٌ ومقصدٌ … فعم بما أوحى جميعَ المعالم
وقالَ : أنا عندَ الظنونِ وحكمها … وذلكَ عينُ العلمِ بي في التراجمِ
وفيها ترى يوم القيامة ِ عندما … يقربهُ بعدَ الجحودِ الملازمِ
لما عقدوا فينا ببرهانِ عقلهم … وإن فضلتهم في العلومِ بهائمي
كما جاءَ عنا في صريحِ كلامنا … على ألسنِ الأرسالِ منْ كلِّ حاكمِ