بِهذَا اليَوْمِ حُقِّقَ مَا تَمَنَّتْ – خليل مطران

بِهذَا اليَوْمِ حُقِّقَ مَا تَمَنَّتْ … نُفُوسُ الْعُرْبِ دَهْراً بعْدَ دَهْرِ

فَمَا أَحْرَاهُ فِي التّارِيخِ يَوْماً … بِتَبْجِيلٍ يُخَص بِهِ وَفَخْرِ

مُلُوكُ الضَّادِ وَالرُّؤَسَاءُ حَلُّوا … ضُيُوفاً فِي رِحَابِ مَلِيكِ مِصْرِ

وَكُلُّهُمُ أَخُ يَلْقَى أَخاهُ … لِمِيثاقٍ يُؤَكِّدُهُ وَأَصْرِ

أَأَبْطَالَ الْعُرُوبَةِ إِنْ أَشَادَتْ … بِشُكْرِكُمُ فَمَنْ أَوْلَى بِشُكْرِ

أَنَنْسى كُلَّ مَا كابَدْتُمُوهُ … مِنَ الآلامِ فِي سِرٍّ وجَهْرِ

لَقَدْ رَاعَتْ فِعالُكُمُ فحَقٌّ … عَلَيْنَا حِفْظُهَا فِي كلِّ صَدرِ

مَضَى عَصْرُ الشَّتَاتِ لِغَيْرِ عَوْدٍ … وهَذَا لِلتآلُفَ بَدْءُ عَصْرِ

بِلاَدُ الضَّادِ فِي عِيدٍ عَمِيمٍ … تُحيِّي اليُسْرَ أَقْبَلَ بَعْدَ عُسْرِ

وَلَيْسَتْ هَذِهِ الأَعْلاَمُ إِلاَّ … كَأَوَّلِ عَهْدِها أَعْلاَمَ نَصْرِ

لِتَهْنِىءْ كلَّ عَالي الشَّأْنِ مِنْكُمْ … مَنَاقِبُ بَلَّغَتْهُ أَجَلَّ قَدْرِ

وَيَهْنِئْ رَبَّ وَادِي النِّيلِ فِيهَا … مَكَانُ تَجِلَّةٍ وَخُلُودُ ذِكْرِ

لِجَامِعَةِ العُرُوبَةِ مِنْ هُدَاكُمْ … ومِنْ صِدْقِ المَعُونَةِ أَيُّ ذُخْرِ

نِظَامٌ كَانَ مِنْ قِدَمٍ رَجَاءً … يُخَامِرُ أَهْلَهَا فِي كُلِّ قُطْرِ

تَحَقَّقَ بَعْدَ لأَيٍ فَهْوَ أَقْوَى … أَدَاةٍ للسَّلاَمِ المُسْتَقِرِّ

يُبَشِّرُ بِالتَّآزُرِ كُلَّ خيْرٍ … وَيدْفَعُ بِالتنَاظُرِ كُلَّ شَرِّ

وَمَا فِي سَيْفِهِ الْمَاضِي كَلاَلٌ … إِذَا لَمْ يُغْنِ رَأْيٌ عَنْ مَكَرِّ

فَسِيرُوا إِنَّنا نَقْفُو خُطَاكُمْ … وَأَمْرُ الْحَقِّ يَعْلُو كلَّ أَمْرِ

إِذَا بِيعَتْ كرَامَتُنَا عَلَيْنَا … فَبِالأَرْوَاحِ وَالأَشْبَاحِ نَشْرِي

وَمَا نِعَمُ الحَيَاةِ وَمَا مُنَاهَا … بِلاَ وَطَنٍ عَزِيزِ الشأْنِ حُرِّ