بِالأَمْسِ مِلءَ العَيْنِ كَانَتْ – خليل مطران

بِالأَمْسِ مِلءَ العَيْنِ كَانَتْ … وَالْيَوْمَ وَاحُزَنَاهُ بَانَتْ

أَحْيَتْ نُفُوسَ المُعْجَبِينَ … بِفَنِّهَا فَعَلاَمَ حَانَتْ

حَيْثُ انْجَلَتْ وَالْحَفْلُ مَعْقُودٌ … لَها سُرَّتْ وَزَانَتْ

يَا مَنْ لِمَذْهَبِهَا الْعَجِيبِ … نَوَابِغُ التَّطْرِيبِ دَانَتْ

الْمُعْجَمَاتُ مِنَ الْمَزَاهِرِ … قَبْلَ لَمْسِكِ مَا أَبَانَتْ

أَخْرَجْتِ لِلأَسْمَاعِ مِنْهَا … خَيْرَ مَا ادَّخَرَتْ وَصَانَتْ

كَمْ أَرَّقَتْ عَيْنَي شَجٍ … سَنَةٌ عَلَى عَيْنَيْكِ رَانَتْ

وَقَسَا الْفِرَاقُ عَلَى قُلُوبٍ … شَدَّ مَا قَاستْ وَعَانَتْ

بِنَوَاكِ قُضْتِ نَدْوَةً … سُرْعَانَ مَا عَزَّتْ وَهَانَتْ

عُمِرَتْ زَمَاناً وَازْدَهَتْ … بكِ ثُمَّ أَقْوَتْ وَاسْتَكَانَتْ

وَغَدَتْ إِذَا مَا رَامَتْ السَّلْوَى … بِذِكْرَاكِ اسْتَعَانَتْ

بِوُعُودِ دُنْيَاكِ اغْتَرَرْتِ … وَطَالَمَا وَعَدَتْ وَمَانَتْ

حَتَّى إِذَا مُكِّنَتْ مِنْ … مَقْتَلٍ خَتَلَتْ وَخَانَتْ

فَقْدُ المُضِنَّةِ لاَ يَهُونُ … إِذَا خُطُوبُ الدَّهْرِ هَانَتْ