بُيوتُ الْعِلْمِ مَهْمَا تَلْتَمِسْنِي – خليل مطران

بُيوتُ الْعِلْمِ مَهْمَا تَلْتَمِسْنِي … لِنُصْرَتِهَا تَجِدْ مِنِّي مُجِيبَا

فَكَيْفَ بِمَعْهَدٍ يَرْعَاهُ رُشْدِي … وَيولِيهِ عِنَايَتَهُ ضُرُوبَا

بِحِكْمَةِ مَنْ يُعِدُّ لِمِصْرَ هَاماً … وَمَنْ يَبْنِي لَعَزَّتِهَا قُلُوبَا

جَزَى الرُّحْمَنُ بِالْحُسْنَى حُسَيْناً … رَئِيسَ الدَّوْلَةِ اللَّبِقَ اللَّبِيبَا

وَكَانَ لَهُ وَذَاكَ دُعَاءُ مِصْرٍ … عَلَى آيَاتِ هِمَّتِهِ مُثِيبَا

فَقَدْ شَهِدَتْ فِعَالَكَ يَا فَتَاهَا … وَكَانَ أَقلُّ مَا شَهِدَتْ عَجِيبَا

أَمَا اسْتَنْفَدْتَ فِيهَا كُلَّ فَضْلٍ … فَدَعْ لِسَواكَ مِنْ فَضْلٍ نَصِيبَا

وَأْنْتَ أَيَا حَبِيبَ الْمَجْدِ يَا مَنْ … يَظَلُّ لِكُلِّ مَحْمَدَةٍ حَبِيبا

كَآلِكَ لَمْ تَزَلْ في كُلِّ جُلىَّ … تَسُدُّ الثَّلْمَ أَو تُسْدِي الرَّغِيبا

إِذَا رُمْتَ الْبَعِيدَ فَذَاكَ دَانٍ … وَإِن فَاقَ السُّهَى وَبَدَا مُرِيبَا

غَرِيبُ الْدَّارِ طَلاَّبٌ غَرِيباً … وتَبْلُغُهُ فَمَا يُلْفَى غَرِيبا

سِوَاكَ يَخِيبُ فِيمَا يَبْتَغِيهِ … وَيَأْبَى مَا تُرَجِّي أَنْ يَخِيبَا

رَعَاكَ اللهُ من نَجْمٍ بَهِيجٍ … بطلعِتَه وصانَكَ أَنْ تَغِيبَا

إِذَا اسْتَسْقَاهُ مَنْ يَشْكُو ظَمَاءً … فَذَاكَ النَّوْءُ يُوشِكُ أَن يَصُوبَا

فَمَا مِنْ دَارِ عِلْمٍ لَمْ تَحِدْهُ … سِحَابَاً كَاثَرَ القَطْرَ الصَّبِيبا

وَمَا مِنْ دَارِ بِرٍّ لَمْ تَجِدْهُ … إلى دَاعيَه لِلْحُسْنَى قَرِيبا

وَمَا مِنْ دَارِ بِرءٍ لَمْ تَجِدْهُ … إِذَا اعْتَلَّتْ لَعُلَّتِهَا طَبِيبَا

أَلاَ يَا عَائِداً بِاليُمْنِ يَرْجُو … لَهُ في قَوْمِهِ نُعْمَى وَطِيبَا

حَمِدْنا العُوْدَ بَعْدَ الْنَأْيِ فَاهْنَأْ … وَحُلَّ مِنَ الْحِمَى صدراً رَحِيبَا