بُورِكَ فِي خَلْقِكَ المَلِيحِ – خليل مطران

بُورِكَ فِي خَلْقِكَ المَلِيحِ … يَا أَشْبَهَ الخَلْقِ بِالمَسِيحِ

وَفِي ذَكَاءٍ لَهُ شُعَاعٌ … يَبْدُو عَلى وَجَهِكَ الصَّبِيحِ

وَفِي خِصَالٍ مُتَمَّمَاتٍ … بِالْخُلُقِ الطَّاهِرِ الصَّرِيحِ

وَفِي تَناهٍ بِلاَ تَباهٍ … ذَوْداً عَنِ المَبْدَأِ الصَّحِيحِ

أَعَدْتَ قَسّاً وَأَيْنَ قَسٍّ … لَوْ عَادَ مِنْ نِدِّهِ الْفَصِيحِ

هطَلْ لِنَجِيبٍ إِدْرَاكُ شَأْوٍ … فِي شَوْطِ علْيَائكَ الْفَسِيحِ

بِوَهْمِهِ يَعْثُرُ المُجَلَي … إِنْ رَامَهُ عَثْرَةَ الطَّلِيحِ

عِظَاتُكَ الْبَالِغَاتُ طِبٍّ … مِنَ التَّبَاريحِ وَالْجُرُوحِ

فِيهِن لِلْجِسْمِ بُرْءُ جِسْمٍ … فِيهِنَّ لِلرُّوحِ بُرْءُ رُوحِ

مَوْلاَيَ هَذَا مَقَالُ حَقٍّ … مَا فِيهِ شَيْءٌ مِنَ المَدِيحِ

يَا سَعْدَ قَوْمٍ وَلِيتَ فِيهِمْ … وِلاَيَةَ المُصْلِحِ المُشِيحِ

خَمْسٌ وَعِشْرُونَ قُمْتَ فِيهَا … بِأَمْرِهِمْ غَيْرَ مُسْتَرِيحِ

نَفَّاذَ رَأيٍ شَدِيدَ عَزْمٍ … غَيْرَ عَتِيٍّ وَلاَ جَمُوحِ

لَكَ الْبُيْتُ الدَّانِي وَتَبْنِي … لِلْبِرِّ مَرُْوعَةَ الصُّروحِ

لَوْلاَ اضْطِرَارٌ قَضَى بِلُبْسِ الطِّ … رَازِ شُوهِدَتْ فِي المُسُوحِ

تَأْخُذُ أَخْذَ الجَمِيلِ فِيْما … تَبْغِي وَتَنْهَي عَنِ الْقَبِيحِ

تَغْفِرُ لِلْخَاطِئ اقْتِدَاءً … بِرَبِّكَ الْغَافِرِ السَّمِيحِ

لَسْتَ لِعُذْرٍ عَنْ أَيِّ قَوْلٍ … أَوْ أَيِّ فِعْلٍ بِمُسْتَمِيحِ

وَالنُّصْحُ مَا زَادَهُ قَبُولاً … كَالصِّدْقِ مِنْ جَانِبِ النَّصِيحِ

لاَ تَفْتَأُ الدَّهْرَ فِي حُلُولٍ … لِسَدِّ ثَغْرٍ أَوْ فِي نُزُوحِ

قَلْبٌ إِلى الْخَالِدَاتِ يَرْنُو … بِنَاظِرٍ طَاهِرٍ طَمُوحِ

أَوْ قَلَمٍ كَاتِبٍ وَصَوْتٍ … مُرَدِّدٍ مَا إِلَيْكَ أُوحِي

مَا إِنْ رَأَيْنَا لَهُ سَمِيعاً … وَجَفْنُهُ لَيْسَ بِالْقَرِيحِ

رَشِيدُ أَبْلِغ أَجَلَّ حَبْرٍ … تَهْنِئَةَ الوَامِقِ النَّصُوحِ

وَادْعُ لَهُ بِالْبَقَاءِ حَتَّى … يُتِمَّ قُدْسِيَّةَ الْفُتُوحِ

غَيْرُ كَثِيرٍ لَوْ عَاشَ قُطْبٌ … لَهُ مَزَايِاهُ عُمْرَ نُوحِ

فَأَيُّ عَصْرٍ وأَيُّ مِصْرٍ … بِمِثْلِهِ لَيْسَ بِالشَّحِيحِ