بَرٌّ وَبَحْرٌ حَائِلاَن – خليل مطران

بَرٌّ وَبَحْرٌ حَائِلاَ … نِ وَفَوْقَ مَا وَسِعَا صِعَابُ

أَلْبَاخِراتُ تَأَهَبتْ … وَعَلاَ مَدَاخِنَهَا سَحَابُ

وَالْقَاطِرَاتُ بِهَا نَشِي … شٌ لِلتَّحَرُّكِ وَاصْطِخَابُ

وَالطَّائِرَاتُ يَكَادُ يُلْ … قَى عَنْ شَوَاكِلِهَا الرِّكَابُ

كَثُرَتْ وَسَائِلُ الاقْتِرَا … بِ وَأَيْنَ مِنَّا الاقْتِرابُ

أَبْغِي الذَّهَابَ فَفِيمَ أُحْ … رَمُهُ وَيَسْتَعْصِي الذَّهَابُ

إِنِّي لَفِي دَارِي وَفِي … قَلْبِي عَنِ الدَّارِ اغْتِرابُ

إِخْوَانُنَا ارْتَقَبُوا تَلاَ … قِينَا فَما أجْدَى ارْتِقَابُ

أَثْوِي وَآلاَمِي مُبَرِّ … حَةٌ وَآمَالِي غِضَابُ

وَلِغَضْبَةِ الآمَالِ كَمْ … ظُفُرٌ تَصُولُ بِهِ وَنَابَ

مَاذَا جَنَيْتُ عَلَى الْعُلَى … فيَنَالَنِي هَذَا الْعِقَابُ

يَا رُفْقَتِي هَيْهَاتَ يَشْ … فِي حُرْقَتِي هَذَا الْخِطَابُ

كَيْفَ العَرَائِشُ مُوقَدَا … تِ وَالمَدَارِجُ وَالْهِضَابُ

هَلْ يَزْخَرُ الْوَادِي وَتُخْ … طِئُنِي مَوَارِدُهُ الْعِذَابُ

تِلْكَ الرَّقَائِقُ مَدَّهُنَّ … النَّهْرُ في كَبِدي حِرَابُ

لَيْسَ النَّدِيمُ مُسَرِّياً … عَنِّي الْهُمُومَ وَلاَ الشَّرَابُ

لاَ بَلْ لِيَغْفِرْ لِلْحَيَا … ةِ ذُنُوبَهَا هَذَا المَتَابُ

يُوبِيلُ شُكْرِي قَائِمٌ … وتَضِيقُ بِالْحَشْدِ الرِّحَابُ

أعْيَانُ زَحْلَةَ حَوْلَهُ … وَبَنُو الْعُمُومَةِ وَالصِّحَابُ

حَفْلٌ يُكَرِّمُهُ وَلاَ … دَخَلٌ هُنَاكَ وَلاَ ارْتِيَابُ

في مِهْرَجَانٍ بَاهِرٍ … زِينَاتُهُ عَجَبٌ عُجَابُ

رَاعَتْ حِلاَهَ وَلَمْ يُخَلِّ … دُ مِثْلَ ذِكْرَاهُ كِتَابُ

بِالْقَلْبِ أَحْضُرُهُ وَلَمْ … يَحْجُبْ سِوَى الْجِسْمِ الْغِيَابُ

أَنَحِيبُ إِنْ تُبْلِغْهُمُ … عُذْرِي فَقَدْ أُمِنَ الْعِتَابُ

قُوْلُ الطَّبِيبِ وَأَنْتَ قَا … ئِلُهُ شَهِيٌّ مُسْتَطَابُ

أَلعِلْمُ وَالأَدَبُ الَّذِي … يَجْلُوهُ وَالفّضْلُ اللُّبَابُ

وَسَمَاحَةُ الآسِي المُؤا … سِي كَمْ بِهَا لِلْخَيْرِ بَابُ

مَا حَالُ شُكْرِي هَلْ تَرَى … عَنْ فَوْدِهِ طَارَ الغُرَابُ

أَمْ صَرَّحْتْ نُذُرُ المَشِي … بِ وَظَلَّ يُنْكِرُهَا الشَّبَابُ

تَدْرِي الصِّحَافَةُ مَنْ فَتَى الْ … أَقْوَامِ إِنْ عَزَّ الطِّلاَبُ

رَجُلٌ صَلِيبُ الْعُودِ في الْ … جُلّى وَإِنْ نَضُرَ الإِهَابُ

ذَرِبُ الْيَرَاعَةِ لاَ يَفُلُّ … شَبَاةَ صَارِمَهِ الضِّرَابُ

طَلْقُ اللِّسَانِ يَذُودُ عَنْ … حَقِّ الْبِلاَدِ وَلاَ يَهَابُ

في جِدِّهِ وَدِعَابَهَ … جِدُّ الْحَوَادِثِ وَالدِّعَابُ

نَقَّادُ صِدْقٍ قَلَّمَا … يَعْدُو مَقَالَتَهُ الصَّوَابُ

إِنْ يَبْتَغِي إِلاَّ الصَّلاَ … حَ وَهَلْ عَلَيْهِ فِيهِ عَابُ

مَهْمَا يَجِلَّ ثَوَابُهُ … مِنَّا فَقَدْ قَلَّ الثَّوَابُ