بَانَتْ لَمِيسُ بِحَبْلٍ مِنكَ أقْطَاعِ، – حسان بن ثابت

بَانَتْ لَمِيسُ بِحَبْلٍ مِنكَ أقْطَاعِ، … واحتلتِ الغمرَ، نزعاً ذاتَ أشراعِ

وأصْبَحَتْ في بني نَصْرٍ مُجَاوِرَة ً، … تَرْعى الأبَاطِحَ في عِزٍّ وَإمْرَاعِ

كأنّ عَيْنيّ، إذْ وَلّتْ حُمولُهُمُ … في الفجرِ، فيضُ غروبٍ ذاتِ أتراعِ

هَلاّ سألتِ، هَداكِ اللَّهُ، ما حسَبي، … أمَّ الوليدِ، وخيرُ القولِ للواعي

هل أغفُرُ الذنبَ ذا الجُرْحِ العظيمِ، ولوْ … مَرّتْ عَجَارِفُهُ، مِنّي بأوْجاعِ

اللَّهُ يَعْلَمُ ما أسْعى لجُلّهِمِ، … وما يغيبُ بهِ صدري وأضلاعي

أسعى على جلّ قومٍ كان سعيهمُ … وَسْطَ العَشِيرَة ِ سَهْواً غيرَ دَعْدَاعِ

ولا أُصَالِحُ مَنْ عادَوا وأخْذُلُهُمْ، … ولا أغيبُ لهمْ يوماً بأقذاعِ

وقدْ غَدَوْتُ على الحانوتِ يصْبحُني … منْ عائقٍ مثلِ عينِ الديكِ شعشاعِ

تَغْدُوا عَليّ، ونَدْماني لِمِرْفَقِهِ، … نَقْضي اللذاذات من لهْوٍ وأسْمَاعِ

إذا نَشَاءُ دَعَوْنَاهُ، فَصَبّ لَنا … مِنْ فَرْغِ مُنْتَفِجِ الحيزُومِ رَكّاعِ

وقَدْ أرَاني أمَامَ الحيّ مُنْتَطِقاً … بصَارِمٍ مِثْلِ لَوْنِ المِلحِ، قَطّاعِ

تَحْفِزُ عَنّي، نجادَ السّيْفِ، سابغة ٌ، … فضفاضة مِثْلِ لَوْنِ النِّهِيِ بالقَاعِ

في فِتْيَة ٍ كسيُوفِ الهندِ أوْجُهُهُمْ … نحوَ الصريخِ، إذا ما ثوبَ الداعي