بني الثغرِ لستم في الوغى من بني أمي – عبدالجبار بن حمديس
بني الثغرِ لستم في الوغى من بني أمي … إذ لم أصلُ بالعربِ منكم على العُجمِ
دعوا النومَ إني خائفٌ أن تدوسَكمْ … دَواهٍ، وأنتم في الأماني مع الْحُلمِ
وكأسٍ بأمِّ الموتِ يَسعى مُديرُها … إلى أهل كأسٍ حثّها بابنة الكرم
فرُدوا وجوهَ الخيلِ نحو كريهة ٍ … مُصَرِّحة ٍ في الرُّوم بالثُّكْلِ واليُتْمِ
تُهيلُ من النقع المحلّق بالضحى … على الشَّمسِ ما هالَتْه ليلاً على النَّجمِ
وصولوا ببيضٍ في العجاجِ كأنَّها … بروقٌ بضربِ الهامِ محمرّة ُ السّجْم
ولا عَدِمَتْ في سَلِّها من غُمودِها … ظهوراً فقد تخفى الجداول بالرُّجم
وقرعُ الحسامِ الرأس من كلّ كافرٍ … أحبُّ إلى سَمْعي من النَّقر في البمِّ
ولله منكم كلّ ماضٍ كعضبهِ … يَسيلُ إلى الْهَيْجاء متَّقِدَ العَزْمِ
يُحَدِّثُ بالإقدام نَفْساً كأنَّما … يطيرُ إلى الحرب اشتياقاً عن السلم
ويَسطو بمحجوبِ الظُّباتِ إذا بَدا … جلا ما جلا الإصباحُ من ظلمة الظلم
له دخلة ٌ في الجسم تُخرجُ نفسهُ … قبيلَ خروج الحدّ منهُ عن الجسم
ثَبوتٌ إذا ما أقْبَلَ الموتُ فاغِراً … يُردّد في الأسماعِ جرجرة َ القرمِ
له عَينُ ضِرْغام هَصورٍ، فقلبُهُ … بتصريف فعلِ الجهل منه على علسم
ولله أرضٌ إن عدمتم هواءها … فأهواؤكم في الأرض مَنثورة النَّظْمِ
وعزّكم يفضي إلى الذلّ والنوى … من البَيْنِ ترمي الشَّمْلَ منكم بما تَرْمي
فإنَّ بلادَ النَّاسِ ليستْ بلادَكمْ … ولا جارُها والخلِمُ كالجارِ والخِلْمِ
أعَنْ أرضكم يغنيكم أرضُ غيركم … وكَمْ خالة ٍ جَداء لم تُغْنِ عن أُمِّ
أخلّي الذي وُدّي بِوُدٍّ وصَلْتَهُ … لديَّ كما نيطَ الولِيُّ إلى الوسمي
تقيّدْ من القطر العزيز بموطنٍ … ومتْ عند رَبْعٍ من ربوعكَ أو رسمِ
وإيّاك يوماً أن تُجرّبَ غُربة ً … فَلَنْ يستجيزَ العقلُ تجربة َ السُّمِّ