بني أخي هيا بنا نلعب – خليل مطران

بني أخي هيا بنا نلعب … نركض في الروض ولا نتعب

فقد كان من قبل عهد جميل … كعهدكم والآن شمس أصيل

يا حبذا ذكرى الصبا والغرور … ذاك هو العيش وذاك السرور

سرنا كجيش غانم ظافر … أولنا في المجد كالآخر

جيش من الأحرار يأتي النظام … حسب العلى منه بلوغ المرام

أرقعة والبأس غير العدد … قد حملوا مختلفات العدد

أمينة تحضن بالساعد … رسم عروس غضة ناهد

تحنو عليها تارةً بافترار … وتارةً ترفعها بافتخار

وقد تناجيها بأسرارها … جدا وقد تصغي لأخبارها

وقد تربيها بزجر عنيف … وتتبعه الزجر بعفو لطيف

وربما ألقت عليها اللثام … بعد العناء الجم كيما تنام

ثم على وهو طفل وقور … ساج فإن ساءت حال يثور

ملبسه لا عيب فيه نظيف … وسيره سير أميرٍ شريف

طالب علم قبل سبع السنين … كيف يجاري الصبية الهاذرين

وعله جائب ما أبصرا … في صور من أمهات القرى

وبعهده الثرثارة الفيلسوف … حسين القاضي السفيه العسوف

في قبع مدت إلى كتفه … وجبةً قدت إلى نصفه

يحب أفراخ حمام له … ولا يني مفقتداً عجله

وشاته يعجبه وثبها … وغالباً يحلو له ضربها

وقرده يضحكه كاشراً … لكنه يغضبه ساخرا

ورأيه الثابت أن الحمام … والبهم خير من خيار الأنام

وأن بابا رجل يعبد … إلا إذا فاتته منه يد

وأن عباساً أميرٌ جليل … ذو موكبٍ فخم وزي جميل

وأن مولى الكل عبد الحميد … لركبه الرائع في كل عيد

كان إلى جنبي حسين يسير … بهمة القرم العنيد المغير

وتضتضي الخدمة أن أغدوا … جواده حيناً وأن أعدوا

فيا له من بطل في الطراد … ويا لكتفي تحته من جواد

كذاك سرنا يوم تلك الغزاة … إلى الرياض النضر منذ الغداة

حتى إذا صرنا إلى المقصد … بعد مسير منصب مجهد

ذقنا قليلاً من نعيم الثواء … ثم نهضنا كخفاف الظباء

هب على راكباً مهره … ومر خطفاً حانياً ظهره

وأطلقت وفرتها في الهواء … أمينة تنهب عرض الخلاء

وراح في موضعه كابياً … حسين من تقصيره باكيا

وبث فيهم كعجوز العرب … تصيح في الشجعان بين اللجب

فأوجفوا ما أوجفوا سارحين … ثم انثنوا من خوضهم مارحين

وحق للغازين بعد الظفر … أن يتهادوا طيبات السير

جلست فيما بينهم للكلام … وجلسوا حولي جلوس الكرام

أمينة كالملك الطاهر … مفترة عن لؤلؤ فاخر

ترنو بنجلاوين شبه الأصيل … تلطفت أنواره في المسيل

لها حلىً أبهجها في النظر … خفرها قبل أوان الخفر

أما على فهو زين الصغار … وعنده بعض دهاء الكبار

مكم الخلق سوى رقيق … ذو شعر جثل وعود رقيق

وعن حسين المفتدى لا تسل … من لك بالعطر ومن بالعسل

قطعة حلوى أبدعت في مثال … بض خبيث اللحظ حلو الدلال

مستكبر في الجهنل مستعظم … ثوى وأصغى فعل من يفهم

بين أخي ما شأننا والسيرُ … هل لكم في سلوة تبتكرُ

نعم نعم نحن إذان مدرسه … وهذه لعبتنا المؤنسه

نعم نعم أنا هنا في امتحان … جزاء من يفلح فيه حصان

لا لا فما تبغينه من خطر … أبغي كتاباً حافلاً بالصور

وإنني أوثر لو في يدي … قاض من المصنوع في المولد

أمنيتي باخرةً في ارتجاج … مثل التي في السوق خلف الزجاج

لأيكم أحسن في رده … جائزة تأتي على ورده

من الذي أوجد هذا الوجود … ومن له دون سواه السجود

اللَه قد أحسنتما ثم من … أرفع ذي منزلةٍ في الوطن

سلطاننا ثم من القيم … من بعده عباس أحسنتم

ومن أجل الناس في عصره … بالمعجب المطرب من شعره

نجهله يا لطيف ما تجهلون … لعارف كيف يربي البنون

من الذي تحيون في ظله … وتغنمون السعد في فضله

بابا نعم وهو الرحيم الجواد … وهو الذي يهدي الهدايا الجياد

أخفى عليكم دعة فخره … ولم يشأ أن تعلموا قدره

لكن من تدعون بابا الصغير … ليس سوى أحمد شوقي الكبير