بنوهُ على تلكَ اللحاظِ الفواتكِ – مصطفى صادق الرافعي

بنوهُ على تلكَ اللحاظِ الفواتكِ … وصاغوهُ من نورِ الثغورِ الضواحكِ

ومنذُ طووا فيهِ شبابكِ لم يزلْ … تلوحُ عليهِ مسحةٌ من شبابكِ

بناهُ لكِ الباني فلم يلبثِ الهوى … أن اقتادهُ حتى ثوى في جواركِ

سليهِ أهذا قلبهُ صارَ مدفناً … وقبركِ في السوادءِ أم غيرُ ذلكِ

وتلكَ لآلٍ أم أمانيُّ نفسِهِ … وذاكَ ظلامٌ أم همومُ الممالكِ

وضعتِ بيمناهُ فؤاداً فلم يجدْ … سوى ملكهِ ن حليةٍ لشمالكِ

فلا ما بنى كسرى ولا قصرُ جعفرٍ … ولا قصرُ غمدانَ ولا للبرامكِ

كأنَّ قلوباً في غرامكِ أُحرقتْ … فذَوَّبها الصيَّاغُ بينَ السبائكِ

كأنَّ اللآلي المشبهاتِ أزاهراً … فرائدها بعضَ الدموعِ السوافكِ

كأنَّ ظلامَ القبرِ في لَمَعانِها … شعورُ الغواني بينَ حالٍ وحالكِ

كأنَّ سناكِ في دياجيهِ نيَّةٌ … تردَّدُ في قلبٍ طهورٍ مباركِ

كأني أرى تلكَ المآذنَ أيدياً … تشيرُ إلى الأفلاكِ أنكِ هنالكِ

بدائعُ نالتْ من يراعي ولم يكنْ … يراعٌ يباريهِ بتلكَ المسالكِ

وكنَّ على قلبي الجلالةَ والتقى … فأصبحتُ منها بينَ ناسٍ وناسكِ

وصارتْ حياتي للفؤادِ سنابكٌ … فأطلق جوادي ينطلقُ بالسنابكِ