بنفسي الذي يلقى المحقَّ وما لقيَ – محيي الدين بن عربي

بنفسي الذي يلقى المحقَّ وما لقيَ … ولم يبق منه في الشهود وما بقى

لو أنَّ الذي عندي يكون بخلقه … من العلم بي لم يبقَ في الملك من بقى

لقدْ نظرتْ عيني إليهِ وإنهُ … ليلقى الذي قد قيل لي إنه لقى

ألا ليتَ شعري هلْ أرى اليومَ من فتى ً … صحيح الدعاوى بالصوابِ منطق

رحيم رؤوفٌ عاطفٌ متعطِّف … ولوعٍ بذكراهُ على الخلقِ مشفقِ

بلفظٍ تراهُ في الحقيقة ِ معجزاً … لزور الذي يأتي به الخصم مزهق

يناضلُ عنْ أصلِ الوجودِ بنفسهِ … يباري رياحَ الجودِ جوداً ويتقى

حذارا عليه أنْ يحوزَ مقامه … سواهُ بتأييدٍ وغيرة ِ مشفقِ

لقد جهل الأقوام قولي ومقصدي … ولمْ يدرِ ما قلناهُ غيرَ محققِ

عساه يرى في جوّه من فريسة ٍ … فليسَ يرى التقييدَ إلا بمطلقِ

لقدْ رامَ أمراً ليسَ في الكونِ عينهُ … بنقضٍ وتقريبٍ كسيرِ المحقق

ولما رأى أنْ لا وصول لما ابتغى … وأنَّ الذي قدْ رامَ غيرُ محققِ

أتى لفظ لا أحصى يجرُّ ذيوله … بقوة ِ قهارٍ بعجزٍ مصدقِ

لقدْ صارَ ذا علمٍ لما كانَ جاهلاً … به وهو نفي العلم فانظر وحقّق