بلاء الأنبياء هو البلاء – عبدالغني النابلسي

بلاء الأنبياء هو البلاء … وقد عانت عناه الأولياء

وذلك كان في الدنيا وفيما … به للناس ذم أو ثناء

ومن يكثر عليه الصبر يعظم … به عند الإله له الجزاء

وأما الدين فاحذر من بلاء … يصبك فيه ذاك هو الشقاء

ومن يصبر عليه أصر عمدا … على العصيان وازداد العناء

نصحتك لا تخف في قطع رزق … أذى الدنيا فلله العطاء

وكن بالانفراد سليم صدر … لأن مصاحبات الناس داء

فإنك إن نطقت بما تراه … عليهم حثهم فيك افتراء

وصرت عدوهم في كل حال … وليس لهم بما قلت ارعواء

وإن تسكت وتكرهه بقلب … فقلبك ما له فيهم خفاء

وأدنى ما يكون يقال هذا … ثقيل كل حالته رياء

وهم لا يقبلونك فاجتنبهم … وأنت بما علمت لك اهتداء

لأنك باللقاء تكون مغرى … بسبل إنه بئس اللقاء

وإن خالطتهم وسلكت معهم … يكون لهم بفعلك ذا إرضاء

وتمسى بينهم مرفوع شأن … وتصبح كل ما تلقى هناء

ولكن تبتلي في الدين منهم … بما هم فيه إذ بالسوء جاؤوا

أكابرهم على الإعراض قاموا … ولو بالكفر ما لهم انثناء

وقد حملوا أصاغرهم عليه … مداهنة وليس لهم حياء

تنبه يا مريد الحق وافتح … عيونك ما بنو الدنيا سواء

وصابر عن لقاء الناس واصبر … على الإيذاء وليسع الإناء

فإن الصبر في الدنيا قليل … وعقباه انكشاف وانجلاء

فأما الصبر منك على عقاب القيامة … فهو ليس له انقضاء

ولا تترج غير الله مولى … فغير الله ما فيه الرجاء