بكيتُ عليًّا إذ مضى لسبيلهِ – محمود سامي البارودي

بكيتُ عليًّا إذ مضى لسبيلهِ … بِعَينٍ تَكَادُ الرُّوحُ فِي دَمْعِهَا تَجْرِي

وإنِّى لأدرى أنَّ حُزنى لا يفِى … بِرُزْئِي، وَلَكِنْ لاَ سَبِيلَ إِلَى الصَّبْرِ

وَكَيْفَ أَذُودُ الْقَلْبَ عَنْ حَسَرَاتِهِ … وأهوَنُ ما ألقاهُ يَصدعُ فى الصخرِ؟

يلوموننى أنَّى تجاوزتُ فى البُكا … وهَل لامرئٍ لم يبكِ فى الحزنِ من عًذرِ؟

إذا المرءُ لم يفرَحْ ويَحزَن لنِعمة ٍ … وَبُؤْسٍ، فَلاَ يُرْجَى لِنَفْعٍ وَلاَ ضَرِّ

وَمَا كُنْتُ لَوْلاَ قِسْمَة ُ اللَّهِ فِي الْوَرَى … لأَصْبِرَ، لَكِنَّا إِلَى غَايَة ٍ نَسْرِي

لَقَدْ خَفَّفَ الْبَلْوَى وإِنْ هِيَ أَشْرَفَتْ … عَلَى النَّفْسِ ما أَرْجُوهُ مِنْ مَوْعِدِ الْحَشْر