بكى النارَ ستراً على الموقدِ – مهيار الديلمي

بكى النارَ ستراً على الموقدِ … و غار يغالطُ في المنجدِ

أحبَّ وصان فوري هوى ً … أضلَّ وخاف فلم ينشد

بعيد الإضاحة عن عاذلٍ … غنيُّ التفردِ عن مسعدِ

حمولٌ على القلب وهو الضعيفُ … صبورٌ عن الماء وهو الصدى

وقورٌ وما الخرقُ من حازمٍ … متى ما يرحْ شيبهُ يغتدي

و يا قلبُ إن قادك الغانياتُ … فكم رسنٍ فيك لم ينقدِ

أفقً فكأني بها قد أمرَّ … بأفواهها العذبُ من موردي

و سود َ ما ابيضَّ من ودها … بما بيض الدهرُ من أسودي

و ما الشيبُ أولُ غذرِ الزمان … بلى من عوائده العودِ

لحا اللهُ حظي كما لا يجودُ … بما أستحقّ وكم اجتدى

و كم أتعللُ عيشَ السقيم … أذممُ يومي وأرجو غدي

لئن نام دهريَ دون المنى … و أصبح عن نيلها مقعدي

و لم أك أحمدُ أفعاله … فلي أسوة ٌ ببني أحمدِ

بخير الورى وبني خيرهم … إذا ولدُ الخيرِ ولم يولدِ

و أكرمِ حيّ على الأرض قام … و ميتٍ توسد في ملحدِ

و بيتٍ تقاصرُ عنه البيوتُ … و طال عليا على الفرقدِ

تحومُ الملائكُ من حولهِ … و يصبحُ للوحي دارَ الندى

ألا سلْ قريشا ولمْ منهمُ … من استوجبَ اللومَ أو فندِ

و قل ما لكم بعد طول الضلا … ل لم تشكروا نعمة المرشدِ

أتاكم على فترة ٍ فاستقام … بكم جائرين عن المقصدِ

و ولى حميدا إلى ربه … و من سنَّ ما سنهُ يحمدِ

و قد جعلَ الأمرَ من بعده … لحيدرَ بالخبر المسندِ

و سماه مولى بإقرارِ من … لو اتبعَ الحقَّ لم يجحدِ

فملتم بها حسدَ الفضل عنه … و من يكُ خيرَ الورى يحسدِ

و قلتم بذاك قضى الاجتماعُ … ألا إنما الحقُّ للمفردِ

يعزُّ عل هاشمٍ و النبيَّ … تلاعبُ تيمٍ بها أو عدى

و إرثُ عليًّ لأولاده … إذا آية ُ الإرثِ لم تفسد

فمن قاعدٍ منهمُ خائف … و من ثائرٍ قامَ لم يسعدِ

تسلطُ بغيا أكفُّ النفا … ق منهم على سيدٍ سيدِ

و ما صرفوا عن مقام الصلاة ِ … و لا عنفوا في بني المسجدِ

أبوهم وأمهمُ من علم … تَ فانقصْ مفاخرهم أو زدِ

أرى الدينَ من بعد يومِ الحسين … عليلاً له الموتُ بالمرصدِ

و ما الشرك لله من قبله … إذا أنت قستَ بمستبعدِ

و ما آل حرب جنوا إنما … أعادوا الضلال على من بدى

سيعلم من ناظمٌ خصمهُ … بأيّ نكالٍ غداً يرتدي

و منْ ساءَ أحمدَ يا سبطهُ … فباءَ بقتلك ماذا يدي

فداؤك نفسي ومنْ لي بذا … ك لو أن مولى ً بعبدٍ فدى

و ليتَ دمي ما سقى الأرضَ منك … يقوتُ الردى وأكون الردى

و ليتَ سبقتُ فكنتُ الشهيدَ … أمامك يا صاحبَ المشهدِ

عسى الدهرُ يشفي غداً من عدا … ك قلبَ مغيظٍ بهم مكمدِ

عسى سطوة ُ الحقّ تعلو المحالَ … عسى يغلبُ النقصُ بالسؤددِ

و قد فعلَ اللهُ لكنني … أرى كبدي بعدُ لم تبردِ

بسمعي لقائكم دعوة ٌ … يلبي لها كلُّ مستنجدِ

أنا العبدُ والاكمُ عقدهُ … إذا القولُ بالقلبِ لم يعقدِ

و فيكم ودادي وديني معاً … و إن كان في فارسٍ مولدي

خصمتُ ضلالي بكم فاهتديتُ … و لولاكمُ لم أكن أهتدى

و جرتموني وقد كنتُ في … يد الشرك كالصارم المغمدِ

و لا زال شعريَ من نائجٍ … ينقل فيكم إلى منشدِ

و ما فاتني نصركم باللسان … إذا فاتني نصركم باليدِ