بشراكَ باليمن عليك وَفدا – حيدر بن سليمان الحلي

بشراكَ باليمن عليك وَفدا … من هذه الأفراح ما تجدّدا

مسرّة ٌ قد خصّك الله بها … تملأُ قلبَ الكاشحينَ كمدا

وفرحة ٌ أقبل يدعو بِشرُها … يا معشر الحسّادِ موتوا حسدا

صفت لآل المصطفى برغمكم … نطافُ هذا البِشر تحلو موردا

بها احتلوا وجهَ السرور أبيضاً … فاستقبلوا وجه النحوس أسودا

يا سَعد ما أبهجها مسرَّة ً … أُمُّ السرور مثلها لن تلدا

سرَّ بها الدهرُ بني العليا فلم … يدع لهم قلباً عليه موِجدا

إذ بختان فرقدي سمائِها … لعترة المجد السرورَ خَلّدا

عبد الكريم وسليمانهم الـ … ـذين طابا في العلاءِ مولدا

وغير بدعٍ أن يطيب مولداً … مَن جدّه أزكى الأنام مَحتِدا

ذلك أعلا الماجدين همّة ً … مولى َ ببرد الشرف المحض ارتدى

ما خلّة ٌ صالحة ٌ إلاّ بها … رأى الأنامُ صالحاً محمّدا

فيه لجبّار السما عناية ٌ … أضحى بها بين الورى مؤيدا

تَسمى خطوط راحه أسرَّة َ … لأنها نقوشُ أسرار الندى

من دوحة ٍ مثمرة ٍ قدماً على … أُولى الزمان كرماً وسؤددا

دوحة ُ مجدٍ بسقت فروعها … بحيثُ لا تلقى النجومُ مصعدا

نَمت غصونَ كرمٍ ما برحت … بظلّها تقيل طلابُ الجِدا

حسبك منها شاهداً بمجدها … أن نمت الهادي فرعاً أمجدا

ذاك الذي أبت سماءُ جودِهِ … أن تُمطر الوفادَ إلاّ عَسجدا

ذاك الذي أبت صفايا خلقه … إلاّ بأن تَعذُبَ حتّى للعدى

ذاك الذي أبت مزايا فخرهِ … إلاَّ بأن تفوق حتّى الفرقدا

مهذَّبٌ يبصر في أعطافِه … شمائلَ المهديِّ مصباحِ الهدى

شمائلاً بين الورى أطيبَ من … أنفاس روضٍ بلّه طلُّ الندى

أورثه كمالَه وهديَه … وفخرَه ومجدَه الموطّدا

وعنه قد ناب بمكرُماته … يعمرُ فيها بيته المشيّدا

كالشمس أن تغرب بدا البدر ابنُها … بنورها بأُفقها متّقدا

فهو لعمري والحسين بعده … أسمح أبناء ذوي الجودِ يدا

هما هلالا الجود مصباحا النهى … كلاَّ عليه يجد الساري هُدى

فريدتا مجدٍ على جيد العُلى … زانا بهاءاً عِقدَها المنضَّدا

يا آل بيت المصطفى من قد غدوا … مأوى الضيوفَ مُتِهماً ومنجدا

ومَن على معروفهم تعاقبت … بنو الرجاءِ مصدراً وموردا

لتهنكم فرحة ُ هادي عزِّكم … بما له من ذا الهنا قد جدَّدا

وليهنَ ما غنى الحَمامُ هو في … ختان بدريه ويبهج أبدا

فطائر الأفراح يا سعد به … أرِّخ أجدّ زاهياً مغرّدا