بروحي غزال في فؤادي مقامه – ابن شهاب
بروحي غزال في فؤادي مقامه … به ضربت أطنابه وخيامه
مهفهف قدٍّ إن ثنى عِطْفه انثنى … كأن رُكِّبَت من خيزران عظامه
كلفت به طفلاً فلما انقضى الصبا … تزايد من موج الغرام التطامه
بنهد حكى الرمان فوق ترائب … وخصر نحيل قيد شبر حزامه
فللّه من أحوى حوى الحسن كله … أُسمِّيه لولا غيرتي واحتشامه
يُبَاح دمي إن بحت يوماً بحبه … وكيف وقد أعيى الفؤاد انكتامه
على حبّه ما عشت أطوي جوانحي … وإن فٌوِّقت لي من جفاه سهامه
رضيت بما يرضى وإن كان جائراً … وأقررت أني ما حييت غلامه
ولا زلت أسعى طامعاً في وصاله … برغم رقيب بالصدود اهتمامه
إلا لا رعى الله الرقيب فقد بدت … مودّته وهو الألد خصامه
أيا ربة الجعد الذي فاح مسكه … رويداً على صب جفاه منامه
فقد طال لما أن جفوت حنينه … وقد زاد ما بين الوشاة ملامه
أيجمل صرمي يا ابنة الغر بعدما … تيقّنت أني للوفاء إمامه
وإن ذكر الغر الكرام بمجلس … فقومي لعمري غره وكرامه
دعيني ولثم الوجنتين فخالها … يسن لنا تقبيله واستلامه
ألا ليت شعري والأماني عذبة … أأرشف ثغراً قد أحلت مدامه
وهل تسعد الأيام يوماً بزورة … فيحيى بها روحي ويُروى أوامه
فيا طالما طالبتها بالوصل فانثنى … رسولي ولم يُسْمع لديها كلامه
ولو هاج من طعن الأسنّة دونها … عباب على مثلي يهون اقتحامه
ومهما رأت بالوصل ذنباً فهذه … صلاة أبي بكر لها وصيامه
ولكن نفتني عن حماها يد النوى … لأرض بها مثلي يطول اغتمامه
إذا ما سرت من ذلك الحي نسمة … يهيج بقلبي وجده وغرامه
ولم يرق بعد البين عن بانة النقا … جعلت فداها مدمعي وانسجامه
فيا نفس صبراً هكذا يصنع الهوى … بمن كان في أيدي الحسان زمامه
ولا تقنطي مهما تمادى بك الجفا … فجور الهوى حال محال دوامه
وها أنا قد آنست من جانب الحما … وميض بروق لا يزال ابتسامه
رموزاً بذكر العامرية من أخ … أديب صفي عمّا يشين رغامه
أعز ذوي القربى عليَّ قرابة … وخير أخ يُرعى لدي ذمامه
ولست ابن أم المجد إن لم أكن له … معيناً فيقضي عن قريب مرامه
لك الله يا ابن العيدروس فبيننا … من الود حبل يستحيل انصرامه
فيا أهل ودّي ليت شعري أتذكروا … سقيماً نأى عنكم فزادت سقامه
فحيّاكم صوب المسرّات والهنا … ولا زال منهلاً عليكم غمامه
وبورك من عيش مضى في ربوعكم … ورعياً لعهد مرّ كاليوم عامه
عليكم جميعاً ما تغنّت حمامة … من النازح النائي الغريب سلامه
نعم وعليها من فؤاد متيّم … سلام زكي فاح مسكاً ختامه
ودونك نظماً في التغزّل من أخي … عفاف بشرع ابن الذبيح اعتصامه