برقية عاجلة إلى بلقيس – غازي القصيبي

ألومُ صنعاءَ … يا بلقيسُ … أمْ عَدنا ؟ … أم أمـةً ضيعت في أمـسهـا يَزَنا ؟

ألومُ صنعاء … ( لوصنعاءُ تسمعـني … وساكني عدنٍ … ( لو أرهـفت أُذُنا )

وأمـةً عـجـباً … مـيلادها يمـنٌ … كم قـطعتْ يمـناً … كم مزقـتْ يمنا

ألومُ نفسـيَ … يا بلقيسُ … كنت فتى … بفتـنـة الـوحـدة الحسناء … مفتتنا

بـنـيـت صـرحـاً مـن الأوهام أسكنه … فـكان قبراً نـتاج الوهم ، لا سكنا

وصـغـتُ مـن وَهَـج الأحلام لي مدناً … والـيـوم لا وهجـاً أرجـو … ولا مُدُنـا

ألومُ نـفـسيَ … يا بلقيسُ … أحسبني … كنتُ الذي باغت الحسناء … كنتُ أنا

بلقيسُ … يقـتتل الأقيالُ فانتدبي … إليهم الهـدهد الوفَّى بـما أئـتُـمِـنا

قـولي لهـم : (( أنـتمُ في ناظريّ قذىً … وأنـتمُ معرضٌ في أضلعي … وضنا ))

قولي لهـم : (( يا رجالاً ضيعوا وطـناً … أما من امرأةٍ تسـتنقذ الوطـنا؟ ))