بدأت بعتب كان فرعاً بلا أصل – الخُبز أَرزي

بدأتَ بعتبٍ كان فرعاً بلا أصلِ … ولم تنتظر عُذري فتقبض عن عَذلي

فلا تتسرع بالعتاب فمنكرٌ … تسرُّع خِلٍّ بالعتاب إلى خلّ

وكلُّ عتاب كانَ صعباً تضيَّقت … مسالكُه ألجا إلى الكَذِب السَّهلِ

وما حَسَنٌ في كلِّ يوم تعاتُبٌ … ولا يحسن التفنيد في الجدِّ والهَزلِ

تَعاتُبُنا يزري علينا وإنما … تعاتُبُ أهل العقل من أكمل العقلِ

وقد تُذعِن الأسيافُ وهي صديئةٌ … وما كلّ حينٍ يُبذَل السيف للصَّقلِ

وقد قيل يُبلي الثوبَ من قبل حِينه … مُقاساتُه قبل التدنُّسِ بالغسلِ

تَخالُفُنا عند الزِّيارات هَيِّنٌ … إذا ما اتَّفقنا في الإخاءِ على شكلِ

فإن قلتَ لي أين القيام بحقِّنا … فإنَّ جوابي أين أخذُكَ بالفضلِ

وتسألني ما الفرق بين تَواصُلٍ … وهجرٍ لتوكيد الحقائق والمطلِ

حفاظُ الفتى في غَيبه ووفاؤه … هو الفرق ما بين القطيعة والوصلِ

وما غائبٌ مَن غاب وهو محافظٌ … وما زائرٌ مَن زارَ وهو على رَحلِ

قيامي على رأسي بواجب إخوتي … يقلُّ لهم كيف القيام على رِجلي

فجسمك إن يَختلَّه الوَعكُ ساعةً … فما قدرُك العالي لدينا بمختلِّ

وما أنت بالمُعتلِّ وحدك إنما … نفوس ذوي الألباب في حال معتلِّ

وما بُرْؤُك المأمول برؤك وحده … ولكنَّه برء العلوم من الجهل

أذنت أبا بكر بِليلِ تفرُّقٍ … وما أنت إلا الشمس قاربْتَ للأفلِ

لأستوحِشَن إن غاب شخصك وحشةً … تحيِّر إن القول يكفي عن العزلِ

وهبني أكافي القولَ بالقول جاهداً … فمَن ذا يكافي الفعلَ عنّيَ بالفِعلِ