بالعلم تشيد مكتبنا – محمد حسن أبو المحاسن

بالعلم تشيد مكتبنا … والله إليه يوفقنا

تزهو ازهار معارفه … فالورد يطيب لقاطفه

والورد يلذ لراشفه … فيه الأرواء لغلتنا

قد لاح العلم بغرته … ومضى بالجهل وظلمته

أهلا بالعلم وطلعته … قد اقبل بالاقبال لنا

يا من بمحياه البهج … سر الأرواح مع المهج

بنسيمك ذياك الأرج … نفحات الوصل تبشرنا

تشتاق وصالك ناشئة … لورود حياضك ظامئة

هي واقعة لك لاجئة … بك تجلو مطلعك الحسنا

فربوع الشرق مؤملة … وعلى لقياك معولة

والأرض لبعدك ممحلة … فاسق الجدب حياً هتنا

علم الإسلام على القدم … قد كان النور على العلم

وامتد سناه على الأمم … فازال ظلامهم الدجنا

من مشرقنا النور التمعا … وظلام الغرب به انقشعا

فجزيت الشرق بما صنعا … يا غرب فهجت له المحنا

وزعمت بانك للبشر … حام تنجيه من الخطر

فهجمت بشرك ذي الشرر … فملأت عوالمها شجنا

فهدمت قواعد سلطته … وغنمت فوائد ثروته

وقسمت ممالك دولته … ابهذا العدل تعللنا

فكأني بالشرق قد اتحدا … وجزاك بيوم جفاك غدا

فوردت المر كما وردا … ويكون البادئ اظلمنا

يا جهل قضيت على الوطن … وجلبت الشر إلى المدن

ولكم اسلمت إلى المحن … شعباً لك اصبح ممتهنا

حتام نكابد منك أذى … أخلقت لعين المجد قذى

سنثير عليك الحرب إذا … خفقت رايات العلم بنا

فاسقط يا جهل إلى الدرك … وانهض يا علم إلى الفلك

واصدع بسناك دجى الحلك … لتنير ربوعك والوطنا