بأنني من بلاد أنتَ ساكنها إني وذكر مَن يأتي فيذكرني – محيي الدين بن عربي

بأنني من بلاد أنتَ ساكنها إني وذكر مَن يأتي فيذكرني … بأفضلِ الذكر في نفسٍ وفي ملأ

ذاك الإله الذي عمَّت عوارفه … أتى به السيد المعصومُ في النبأ

كما أتى نبأ من هدهد صدقت … أخباره لنبي الريح من سبإِ

فالذكر يحجبني والذكر يكشفُ لي … خَبأَ السماءِ وخبأ الأرض في نبأ

صِدقٌ ويعضد وما لا أفوه به … فيه وإني في خصبٍ من الكلإِ

أشاهد العين في ضيقٍ وفي سعة ٍ … لما جلوتُ مرآة القلبِ من صَدأ

وكلما وطئتْ رجلي مجالسَهُ … مجالس الذكر بالأغيار لم تطأ

غير أن مامنع السؤال من بخلٍ … لكنه لاقتضاء العلم لم يشإِ

إنّ الوجودَ الذي أبصرته عجبٌ … فيه الخسارة والأرباحُ إنْ يشإِ

أخبرهُ بالحالِ يا حلِي إذا سألتْ … آياتهُ البيناتِ الغرُّ عن نبئي

بأنني من بلادٍ أنت ساكنها … ولستُ والله من سلمى ولا أجإِ

إن كان أوجدني الرحمن من ملإٍ … فاللفردُ أوجدني من قبلُ في ملإِ

إني وجدت علوماً ليس ينكرها … إلا الذي هو في جهدٍ وفي عنأ