اِغتيال حُلْم – عدنان الصائغ

ما بين الطلقةِ، والطلقةِ

ثَمَّةَ مُتَّسعٌ للحُلْمِ

ألا تجلسُ، سيِّدتي، فوقَ الهُدْبِ المتكسِّرِ

بعضَ الوقتِ

أُقَاسِمُها أَرَقي

وأحدِّثُها عن نجمٍ مغتربٍ… يُدعى قلبي

سافرَ بين جدائلِها…

منذُ سنين…

وما زال وحيداً، يبحثُ في غاباتِ المدنِ المقهورةِ

عن عُصفورتِهِ المجنونةِ

هل تكفي ما في جَعْبَةِ هذا العالم من كلماتٍ

كي أَكْتُبَ عن عينيكِ… وحُزني؟

أمْ أشتلَ روحي زهرةَ قدّاحٍ في شَعرِكِ

هذا المنسابِ رخيماً،

مُتَّئِداً،

مجنونَ العِطْرِ،

كنهرِ الكوفةِ…

ثم أموتْ؟

هل تجلسُ فاتنتي…؟

ـ خمسَ دقائق أخرى…

فالليلُ طويلٌ…

أطولُ من ليلِ العاشقِ، منتظراً

وَجْهَ الفارعةِ القامةِ،

يشرقُ مشتعلاً بالخجلِ القرويِّ…

كعادتِها –

حين تمرُّ على دُكَّانِ أبيهِ

………

………

هل تفزعُ سيِّدتي…؟

حين تمرُّ الطلقةُ من فوق الجَفْنِ

فتلملمُ أذيالَ الفُسْتانِ الورديِّ

وتهرعُ راكضةً…

كغزالٍ مذعورٍ نحو الريحْ

فأصيحْ:

اللعنة…أنْ تغتالَ الطلقةُ…

… حتى الحُلْمْ

7/8/1983 بغداد