انكسارات حرف العين – عدنان الصائغ

فصل أول

ماذا جنيتَ يا حرفَ العينِ. أَعْرِفُ أنَّكَ خسرتَ كثيراً حتى الحقول، وأنَّ القصائدَ المخبّأةَ في أدراجِكَ سيقرضها الفأرُ، فلا يبقى منها سوى أرقامِ الباصاتِ. وحيداً تصعدُ سُلَّمَ المجلّةِ إلى المحاسبِ، يتبعكَ حشدُ الدائنين… المُؤَجِّرُ الشرهُ ذو الكرشِ التا

من أجلِ ماذا إذاً أنَّكَ مضيتَ إلى الخرابِ؟ أَمِنْ أجلِ حفنةِ قصائدٍ سيقرضها الفأرُ والمُؤَجِّرُ، أم من أجلِ شَعركِ الطويلِ الذي يملأُ الآنَ سريرَهُ… يا لحياتي من تاريخِ بكاءٍ سِرِّيٍّ، يا لحياتي من جبلٍ شاهقٍ يتسلَّقُهُ رجلٌ وحيدٌ مجنونٌ… يا لحياتي م

يا لحياتي إذاً من حياةٍ مضاعةٍ… خذوا أيّامي كلَّها، قسّموها بينكم أَيّها الدائنون:

قسطاً للشِقَّةِ، قسطاً للزوجةِ والأطفالِ، قسطاً للكتبِ، قسطاً للوظيفةِ، قسطاً للأصدقاءِ، قسطاً للذكرياتِ، قسطاً للتسكّعِ، قسطاً للمخاوف، قسطاً لبائعِ الخضراواتِ، قسطاً…، قسطاً…، قسطا،ً قسّموها بينكم أرجوكم واتركوا لي حِصَّةَ الشوارعِ. الشوارع وحده