انظرْ إليَّ ولا تنظر إلى حالي – محيي الدين بن عربي

انظرْ إليَّ ولا تنظر إلى حالي … واحذر من العذلِ لا تخطره بالبالِ

وافرغ إلى طلبِ الفضلِ الذي صبنت … عنهُ ظنوني في ترتيبِ أحوالي

لو أنَّ لي سيِّداً فتَّ الأنام جداً … ولم أعرِّج على جاهٍ ولا مال

المالُ مالُ الذي مالَ الوجودُ بهِ … إليه من كرمٍ فلا تقل ما لي

بل قل إذا جاء من يبغي نزالكمُ … مالي من المالِ إلا حظُّ آمالي

وقد علمتُ بأنَّ الجودَ من خلقي … طبعاً جبلتُ عليهِ فيهِ إقبالي

لا تفرحنَّ بشيءٍ لستَ مالكه … بلْ أنتَ مستخلفٌ فيه وكالوالي

مكانتي عندَ منْ أصبحتُ نائبه … في ملكهِ حاكماً بقدرِ أعمالي

فإنْ عدلتَ فإنّ العدلَ شيمتنا … لعلمنا أو تفضلنا فلا ما لي

الفضلُ فضلُ إلهي ما لنا قدمٌ … فيه لفقري وما أدريه من حالي

فليسَ يفضلُ عني ما أجودُ بهِ … ولا يليق بنا قصد لأمثالي

فما لنا غيرُ منْ ترجى عوارفهُ … وهوَ الغنيُّ عنِ الحاجاتِ والعالي

لمَّا رأى من رأى حكمي ومملكتي … وما درى أنني العاطلُ الحالي

وقد رأى منْ أنا فيهمْ خليفتهُ … يقولُ تقرضني من عرض أموالي

وما رأى أنهُ قدْ دالَ في خلدي … أقرضن بالفعلِ لا بالعقد والحالِ

لذاكَ نطقهمُ فيهِ بأنَّ لهُ … فقراً إلينا وما ربي منْ أشكالي

ألغيتُ فيهِ الذي عليَّ يلبسهُ … بأنْ تشخصُ لي أفعالَ أفعالي

لا أعرف اللغو في قولٍ أفوه به … إنَّ السديدَ من الأقوالِ أقوالي

أَجلُّ وصفي أنَّ الله أهَّلني … لحلِّ ما عندَ أشكالي منْ أشكالي