النسر – قاسم حداد

ومن الجنوب إلى الخليج

يأتي على ريح الجنوب

نسر كبير

من خلف جدران الليالي الحالكات

من الجنوب

يأتي يرفرف فوق مئذنة البلاد

نسر كبير

ويقول قد مات الغروب

والفجر يخلق في شواطئنا الحياة

بعد السنين الباليات

من فوق مئذنة البلاد

من الجنوب

صوت على نغماته ضحكت وهاد

كسرت قيود

فوق الصخور القاسيات بلا حدود

ها قد سمعنا صوت قرقعة القيود

مكسورة صوب الجنوب

والشمس تشرق في الصباح وفي المساء

الشمس تشرق لا تميل إلى الغروب

يكفي غروب

يكفي ظلاما فوق نهر من دماء

الشمس تشرق حينما تلد النساء

فجرا جديدا

داخل الكهف الذي كسر الصخور

نسر كبير

من فوق مئذنة البلاد

يشدو بأغنية الخلود

بلا قيود

كالنور حين يثور نار

يأتي على ريح الجنوب

من الجنوب

حيث العيون العاشقات سنى النهار

حيث انهيار الليل والدم والجدار.

يا نسر رفرف فوق صحراء القلوب

ضمخ شوارعنا بأزهار الجنوب

أنثر طيوبا في جناحك

فالعصافير الصغار

في بيتنا الواهي الصغير

تبغي دماء النار والقبل الكبار

فطيورنا مطر الشتاء أذاقها برد الطريق

على الطريق

تعيش شوق الانتظار

ومن الجنوب يأتي على ريح الجنوب

نسر كبير

يقول أن لا تتركوا حب التراب

ويقول إن حقيقة الإنسان تحيا في التراب

فدعوا السكوت.

ومن التراب إلى التراب

نسر كبير

يقول قد مات الغروب

طار الجراد عن الجنوب

يا دورة الحجر الكبير على القلوب

يا نجمة بيضاء في الثوب الممزق كالشراع

حيث الرياح تهب إعصارا كبيرا.

انه نفس الصراع

فوق الخليج.

وتحط أرتال الجراد

ومن البلاد إلى البلاد

تأتي الرياح من الجنوب

لتحط في عين الخليج

على القلوب

واحمل سلام الأهل يا ريح الجنوب

إلى الرجال

والى النساء الصانعات دم المحال

بلغ سلام المجهدين التاعسين

للساهرات من العيون

على الحدود

الصابغات دم الشهيد على الخدود

إياك أن تنسى السلام

قل للجباه السمر أن تهدي السلام.

قل للتراب

بأن في شط الخليج

رملا يتوق إلى الحياة

وعيون أطفال تعيش بلا جباة

ولسوف يرتاد الجميع ذرى الجبال

بلغ سلاما للرجال

واصرخ بهم :

نسر جديد سيهب من عين الخليج

نسر كبير ومن الخليج إلى الجنوب