الموت خلف الباب – محمد القيسي

الموت خلف الباب هل تتسمعّين خطاه

أم تتزيّنين لطلعتي ،

ورضى الوصول .

بحّت ربابات المغّني ،

ما انتهى مدّ النشيد ،

ولا استحال إلى ذهول

عيني على أطفال قريتنا ،

وكيف عراهموا همّ الذبول

كبروا مع الأيام ، آه ، أكاد ألمحهم ،

كأنّي ما نأيت

ولا عرفت ،

مكابدات النار والدم والرحيل

عيني على صوت يجيء مبلّلا ،

بندى الحقول

مطر الحنين يسحّ دفّاقا ،

على صحراء قلبي ،

غاسلا وجعي ،

يجيء إليّ ذاك الصوت ،

وجها ناضرا وحديقة ،

يغفو على أسوارها طير المساء

ويرق هدهدة ،

فيصغي كلّ عرق فيّ مرتجفا

أعيدي آه ذاك الصوت ثانية ،

وقولي :

( يا ابن العم يا ثوبي علّيي

إن اجاك الموت لاردّه بيدي

ابن العم يا ثوبي الحريري

لاحطّك فوق جنحاني وأطيري

واهدّي فيك ع برج الخليلي )

أواه لا أدري ،

فصوتك موجع هذا المساء

لأشم عطر الجرح ،

نزف طراوة الأعشاب في نبراته ،

وصدى الأفول

” ويلي عليك “

تكسّرت أغصان حزني فيك ،

صوني الثوب ،

يا أم الذين تضّوروا

جوعا وشالوا في الضلوع ،

بنادق الحب العظيم وسافروا

في الريح فانتظري ،

قدومهمو على باب الفصول