اللهُ نورَ أفلاكاً بأنجمها – محيي الدين بن عربي

اللهُ نورَ أفلاكاً بأنجمها … ليهتدى في ظلامِ الليلِ في الطرقِ

ونورَ الجوَّ بالبيضاءِ شارقة ً … ونورَ العقلَ بالتوحيدِ والخلقِ

ونورَ القلبَ أنواراً منوعة ً … لأنه وسعَ المذكورَ في العلقِ

ونورَ البدرَ بالبيضاءِ إنْ غربتْ … وجدَّ في سيرهِ بالنصِّ والعنقِ

كما ينوِّرُ آفاقاً يشاهدها … شرقاً وغرباً منَ الإشفاقِ بالشفقِ

ونورَ الجسمِ بالأرواحِ فانتشرتْ … عن أحمرَ ناصعٍ وأبيضَ يَقَقِ

وأظلمَ السرُّ بالهوا حيثُ ما وقعتْ … من الطباق التي أظهرنَ عن طبق

وأظلمَ العقلُ في أفكارِهِ نظراً … وأظلمَ النفسُ بالأطماعِ والعلقِ

وأظلمَ المعتدي من طبيعته … بالأكلش من جرضٍ والشربِ من شرقِ

وأظلمَ الولدُ المخلوقُ من نطفٍ … مكنونة ٍ بثلاثٍ جئنَ في نسقِ

فليس من نُورٍ إلا قد يقابله … ضدكما قابلَ الإشراقِ بالغسقِ

من أجل ذا ضل فإن في مقالته … باثنينِ وافترقوا في ذا على فرقِ

والكلُّ جاءَ إليهِ في تفكرِهِ … منَ الإلهِ أمورٌ فيهِ لمْ تطقِ

لذاكَ ما اختلفتْ فيهِ مقالتهمْ … ما بين قولٍ بتقييدٍ ومُنطَلَقِ

وكل من قال قولاً في عقيدتِه … فإنهُ جاعلُ التقليدَ في العتقِ

سَمعاً وعَقلاً فما ينفكُّ ذو نظرٍ … منَ التحيرِّ للتهييجِ والحرقش

لذا ترى كلَّ من قد كان ذا فِطَنٍ … وقتاً على عرقٍ مفضٍ إلى حرقِ