العيد جاء – صباح الحكيم

العيد جاء

للناس عيد إنما

عيدي أنا درب المتاهة و الضياع

قلبي يذوب مع الرجاءِ

و يصيح في وجهِ اللقاء

العيد جاء

و الريح تعصف في المدينة

و الشمس تهمس للنخيل

فتعيد للسعف الغناء

لو كان في أمري الرجوع إلى الوراء

لحضنت بعض الضوء… أفنيت العزاء

العيد جاء

ما زلت وحدي في الطريق

قلمي و كراسي و دمعي و الشقاء

أمشي على رمش الرصيف

أبكي و تسمعني الأقاحي ثم يشدوني الحفيف

و تُذوِب الأشواق أهداب الكتاب

العيد جاء

الأرض تشهدُ و السماء

أوجاع قلبي و احتباس مشاعري

وا حسرتاه العيد جاء

لم أدرِ كيف أقولها

و لمن سأحكيها و أشكو غربتي

و لواعج الأحزان في صدري التواء

العيد جاء

و أفقت من نومي أحدق في الفضاء

فتشت عنه في الحدائق و الشوارع و السماء

و متاع أشواقي و حرفي و الهجاء

و جريت لهفا نحو حاسوبي لأبحث في الأثير

ناديت عيد

ناديت عيد

قلبت أوراقا و أخرى لا تريد

قد عادت الأحزان في صدري تدمدم من جديد

و بكى فؤادي لوعة الهجران … أتعاب الخواء

العيد جاء

العيد جاء

كلمت أمي و الأحبة حولها

كلمت حتى الأصدقاء

قالوا… تعالي و ابسمي فاليوم عيد

فشهقت و الحسرات نامت فوق جيدي

و انطفى صوتي .. فقالوا لا تريدين المجيء

اليوم عيد…؟

فكتمت حزني و ارتعاشات الأضالع و البكاء

تمتمت آهات و آهاتِ و آه

أواه يا أماه من هذا القضاء

أواه يا أماه من هذا العناء

العيد جاء…

فركبت آلامي و عانقت الهواء

حتى وصلت بحيرتي

فجلست في الركن الحزين

تتماوج الأضوا… و أنغام المياه

فعلى رمال البحر يكتبني الحنين

و حقائب الأشواق جنبي تستريح

و الشوق يخدش مهجتي

فأغيب في حزني و أصوات الأنين…

و كأنما أذوي كما تذوي الشموع

فنهضت مثقلة الخطى

لأعود من حيث المسير

يا لوعة نامت على صدري أنا

يا حرقة الأشواق في قلبي هنا

خاطبت موج البحر و الظل الظليل

هل لي بموجك ما يروي من رجاء

ما عادت الأمواج تسمع حرقتي

ما عاد هذا البحر يشفي مهجتي…

عد مثلما كنا قديما أصدقاء

العيد جاء

جهزت ثوب العيد يا طفلي الحبيب

هيا بنا نمضي فإن اليوم عيد

فأجاب في همسٍ خفيف

أين المسير؟

أين المسير ؟

في أي صوب يركن (العيد السعيد)؟

رددت هيا يا صغيري

قم لنذهب في الشوارع و الحدائق

ربما نلقاه في عين الصغار

أنا لا أراه بيننا

لكنما حتما سألقاه هناك

في كفِ كل العابرين إلى متاهات الأزقة والطريق

هيا لنخرج قبل أن يغدو بعيدْ

العيد جاء

و مشيت في الطرقات أرنو في الخواء

لا أرى وردا و لا واحات عنبر

لا أرى شيئا تغير

لا أرى في الدرب عيدا باسم الوجنات يزهر

لا و لا ذي الشمس تبهر

غير هذا القلب في صدري تكسر

غير هذا القلب في صدري تكسر

العيد جاء

يا فرحة الأطفال .. أنوار الحياة

يا أرض أحبابي و يا نبض الضياء

عيدي بعينك سوف يبقى خالدا

مهما يطل ذا الدرب أو يشقى اللقاء .