الصومُ لله العظيمِ بشرعه – محيي الدين بن عربي

الصومُ لله العظيمِ بشرعه … وإذا أضيفَ إليَّ كانَ محالا

الصومُ لله الكريمِ وليس لي … لكنْ إذا ما صمتهُ وتعالى

عن صومنا فيكون ذاك الصوم لي … نقصاً وفي حقِّ الإلهِ كمالا

إنّ الصيامَ لهُ العلوُّ جلالة ٌ … صامَ النهارُ إذا النهارُ تعالى

وعلوّ قدر العبد فيه خضوعُه … حتى يكون من الخضوعِ سَفالا

والفِطر لي بالكسر وهو حقيقتي … فإذا فتحتُ جعلته المحلالا

الأمرُ في الثقلِ الحقيرِ كمثلِ ما … هو في العظيم فدبّر الأثقالا

لا ترض بالأعلى إذا لم ترتقي … فيه الإله بحملهِ الأثقالا

نال المدبر رتبة ً علوية … عند الإله بحمله الأثقالا

منْ كانَ بدراً كاملاً في ذاتهِ … علماً يصيرهُ المحاقُ هلالا

عند المحقق في المحاق كماله … في ذاتِهِ فكمالهُ ما زالا

الشمسُ تظهرُ حكمها في عنصرٍ … ظلماته من نورها تتلالا

من بعد ما ألقت عليه سماؤها … ماءً له سرُّ الحياة ِ زُلالا