الصلاة الأخيرة – حسين خير الدين

زينبٌ تِلك الظَّهيرة
عاينَت مَولى العَشيرة
لصلاتِهُمُ الأَخيرة
مُتيَّم

ومتى يَتلُو الأذانَ
عادَ بالذِّكرَى زمانا
يومَ فَجرُ الفَقد حانَ
وَخيَّم

حينَما عَلي كبَّر
صوتُ رأفةٍ عَمَّ
آهِ لَو هَوى السَّيفُ
شقَّ رُوحَنا يُتما

وبِظُهرِ عاشورا
والصَّلاةُ قَد قامَت
حولَ منحَرِ العَطشان
السِّهامُ قَد حامَت

في الكُوفَةِ الأذانُ يَعلُو.. علي وليُّ الله
في كربلا الأذانُ يَعلُو.. حُسين ذبيحُ الله
___
يا أبِي عَادَت سِنيني
حينَما قُلتَ انزِلوني
إنَّني أَخشى تَراني
خضِيبا

وأَخِي هذي بنُوهُ
أينَهُم كَي يُنزِلُوه
العِدا من أسقَطُوهُ
تَريبَا

باليتيمِ أوصيتَ
يا أَباهُ أزمَانا

عُد إلَى ثَرى الطَّفِّ
شرَّدوا يَتامانا

والبتولَةُ الصُّغرى
تُضرَبُ أَمامَ النَّاس
والغديرُ ظَمآنُ
مُذ هَوَت يَدُ العَبَّاس

ما بينَ إخوَتي رأيتُ.. علي وليُّ الله
وفوقَ ناقَةٍ رأيتُ.. حُسين ذبيحُ الله
___

في السِّباءِ لأرضِ كُوفَة
جيشُهم علَّى سُيوفَه
ناشَدَت عَيني الذَّروفَة
عَلِيَّا

يا أبَاهُ قُم إلينَا
يُتمُنَا ازدادَ عَلينا
حينَ ودَّعنا الحُسينَ
دمِيَّا

يومَ عُدتَ مَخضُوبا
كانَ كافِلِي قُربِي
ساتِراً بهِ ظِلِّي
ومُواسِياً قَلبي

إنَّما بِعاشُورا
ذُقتُ يا أبِي مَوتي
كَم بكيتُهُم لكِن
ليتَ أدرَكوا صَوتِي

جبريلُ بالسَّماءِ يَنعى.. علي وليُّ الله
وزينبٌ بالطَّفِّ تَنعى.. حُسين ذَبيحُ الله

كلمات: بنت الهدى الصغرى