الشكرُ للهِ لا أبغي بهِ عوضا – محيي الدين بن عربي
الشكرُ للهِ لا أبغي بهِ عوضا … بلْ شكرُنا امتثالٌ للذي فرضا
خلى ليَ الأمرُ في الأكوانِ أجمعها … وغادرَ القلبَ مشغوفاً بهِ ومضى
فما رأيتُ بريقاً في جوانبها … إلا وكان هو البرقُ الذي ومضا
وآضَ عني الذي قدْ كانَ يحجبني … لما رأى النور في آفاقهنّ أضا
لمَّا سلكتُ سبيلَ الواصلينَ إلى … بحرِ العماءِ رأيتُ الزاخراتِ أضا
فقلتُ هلْ ثمَّ بحرٌ لا يكونُ لهُ … سيفٌ فقالوا نعمْ هذا الذي اعترضا
ما بيننا وهو من وجه يخيط بنا … وما له غاية ولا عليه فضا
ونحنُ فيهِ كغرقى يسبحونَ بهِ … ولا يقاسون همّاً لا ولا مَضَضا
بحرُ الثبوتِ الذي أبدى جزائرهُ … فيه ومنه بما قد شاءه وقضى
والناسُ سفرٌ ولكنْ منْ جزائرِهِ … إلى جزائره في شقوة ٍ ورضى
الإسمُ يوجدُنا والذاتُ تعدمنا … فما ترى صحة َ إلا ترى مرضا
إساتنا لم تكن إلا إساءتنا … وهيَ الغذاءُ لمنْ قدْ صحَّ أوْ مرضا
بها بدا عفوه عنا ورحمته … ومن يقومُ به إحسانه نهضا
إلى الوجودِ الذي ما عنده عدمٌ … وهوَ الذي حصلَ المأمولَ والغرضا
شخصاً سويا وقد سماه لي بشرا … منَ المباشرة ِ الزلفى التي انتهضا
بها فأبصره في عينِ صورته … مثلا فأنشأه حتى يرى عِوضا
فلم يكن غيرُه إلا بجنته … فزال عن نفسه المثلُ الذي افترضا