السَّعْدُ أَعْطى فوَفَّى غيْرَ مُعْتذِرِ – خليل مطران

السَّعْدُ أَعْطى فوَفَّى غيْرَ مُعْتذِرِ … فاغْنَمْ صَفَاءَكَ مَوْفُوراً عَلى قَدَرِ

جَدرْتَ بِالنِّعْمَةِ الْكبْرَى فَيَسَّرَهَا … دَهْرٌ أَتَمَّ لَكَ الأوْطَارَ فِي وَطرِ

فَفُزْ بِمَا شِئْتَ مِنْ لُطْفٍ وَمِنْ أَدَبٍ … وَمِنْ عَفَافٍ وَمِنْ ظرْفٍ وَمِنْ حَوَرِ

فِي غادَةٍ لَمْ تُطالِعْهَا وَقدْ سَمَحَتْ … عَيْنُ الْعِنايَةِ إِلاَّ أَعْينُ الْفِكَرِ

مَحْجُوبَةِ النُّورِ إِلاَّ حَيْثُ نمَّ بِهَا … مِنْ خَالِصِ الشِّعْرِ وَصْفٌ خَالِدُ الأَثر

شِعْرٌ حَوَى كلَّ مَعْنىً غيْرِ مُفْترَعٍ … فِي خَيْرِ مَا يَلْبَسُ المَعْنَى مِنَ الصُّوَرِ

لمُفْرَدٍ بَلَغَتْ بِالحَقِّ شُهْرَتُهُ … أَقْصَى مَبَالِغِهَا فِي الْبَدْوِ وَالحَضَرِ

لا سِرَّ لِلْغَابِ إِلاّ وهْيَ تُنْبِئُهُ … بِهِ خِلاَلَ تَنَاجِي الرِّيحِ وَالشَّجَرِ

وَلا يَطِيبُ شَذا إِلا مُشَاطَرَةً … بَيْنَ الضّمِيرِ الَّذِي يَحْكِيهِ وَالزُّهَرِ

وَلاَ تُكَاتِمُهُ الظَّلْمَاءُ خَاطِرَهَا … وَلاَ اْلأَشِعَّةُ مَا تَرْوِي عَنِ الزُّهَرِ

رَوَائِعُ الخَلْقِ حَلَّتْ مِنْ سَرِيرتِهِ … فِي مَجْمَعٍ لِشتِيتِ الْفنِّ مُخْتَصَر

لاَ بِدْعَ أَنْ أَخذَتْ مِنْهَا كرِيمَتُهُ … خُلاَصةَ الحُسْنِ وَاْلآدَابِ وَالْخَفَرِ

فَاسْتَجْمَعَتْ شِيَمَ الأَمْلاَكِ وَاكتَمَلَتْ … رُوحاً وَجِسْماً بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ وَضَرِ

تِلْكَ الأَمَانَةُ وافَتْ خَيْرَ مُؤتَمَنٍ … مِنَ الْكِرَامِ كِرَامِ الْخُبْرِ وَالخَبَرِ

مِنْ مَعْشَرٍ هُمْ عَنَاوِينُ الْفَخارِ إِذَا … مَا خُلِّدَتْ غُرَرُ الآثَارِ فِي السِّيَرِ

فَتَى تَمَثَّلَ فِيهِ طِيبُ عُنْصُرِهِ … عَفُّ الضَّمِيرِ نقِيُّ الوِرْدِ وَالصَّدرِ

ناطَتْ رجَاءً بِهِ مِصْرٌ فحَقَّقَهُ … قَبْلَ اْلأَوَانِ بِصِدْقِ العَزْمِ وَالنَّظَرِ

يا كَوْكبَيْنِ غنِمْنَا فِي لِقَائِهِمَا … صَفْوَ الزَّمَانِ وَأُنْسَ السَّمْعِ وَالبَصر

للّهِ عُرْسُكُمَا وَالدَّهْرُ مُبْتِسمٌ … وَاللَّيْلُ أَوْهى نَسِيلٍ شَفَّ عَن سَحَرِ

لَوْ أَنَّ دَعْوَةَ صَافِي الْوُدِّ مُخِلدَةٌ … لَقُلتُ دَومَا دَوَامَ الشِّمْسِ وَالْقَمرِ