الحقُّ للرحمنِ في العرشِ – محيي الدين بن عربي
الحقُّ للرحمنِ في العرشِ … وفي السمواتِ وفي الفرشِ
وفي نزولِ الغيثِ في وابلٍ … حمدته أيضاً وفي الرش
حمداً كثيراً طيباً خالصاً … يسلمُ في البحثِ منَ الهرشِ
وكلُّ حمدٍ ليسَ فيهِ أنا … يقبلهُ اللهُ بلا أرشِ
يمتاز ختم الحقِّ عن ختمنا … بما نرى فيه من النقش
لوْ سلمتْ أغنامنا لمْ يكنْ … يقضي سليمانُ منَ النفشِ
فبطشه الأقوى على عزِّه … ينزل في الشدّة عن بطشي
لمزجهِ برحمتهِ لمْ تضقْ … فهيَ لدى بطشي كالخدشِ
ألفيته في وزن أعمالِه … يربى على الأوزان بالنش
أخلصت ودي لحبيبِ الهوى … فليس في ودّي من غش
وليس ذا عشك فلتدرجي … وأينَ عشُّ السرِّ من عشي
نبشتُ عنهُ عندَ أسمائِهِ … حتى رأيتُ الأمرَ في النبشِ
خادعني عندَ التجلي كما … خادعَ إبراهيمَ بالكبشِ
أظهره في صورة ِ ابنٍ لهُ … فكاد يختلّ من الدَّهشِ
وهكذا الأمرُ إذا لمْ يكنْ … كالنصِّ في الأمر الذي يفشي
إني وإياه كليل أتى … نهارُه للولدِ إذْ يغشي
بالله يا نفسي كذا فافعلي … إذا أتى يبغي السّوى غشي
حتى يرى فعلكمو فعله … كمثلِ موسى في عصا الهشِّ
أجمل أمراً بعدَ تفصيله … ليحصلَ المطلوبُ بالفتشِ
أخبرَنا حكمة َ إمساكِهِ … كما روى قائمة العرش
إن عصاه لم يزل حكمها … لكي يرى الأعينَ مَنْ يعشي
هيهاتِ هيهاتِ لما تبتغي … وأينَ فرغانة ُ من الشّ
لقيت شخصاً عند وداي القرى … فقلتُ ذا محمد اللوشي
ولم يكن فقلتُ مكرا بنا … فلم أثق من بعد بالنوش
إنْ جاءكمُ نصٌ بضدِّ الذي … ذكرته مع الهدى يمشي
تمسكوا منهُ بأهدابِهِ … وألقوا الذي ذكرت في الحش
أنا ابنُ سامٍ لا ابنُ حامٍ فلي … فضلٌ على الأغربة الحبشِ
في صاحبِ الفيل لكم عبرة ٌ … وهادمي الكعبة بالنكش
للهِ سرٌّ لوْ بدا ما اهتدى … بهِ رجالُ الأعينِ العمشِ
والله ما أخفيته عنهم … إلا لما فيه من الفحش
لله قومٌ لهم فطنة ٌ … تراهم كالحمر الوحشي
لهم نفورٌ ولهم وقفة ٌ … تردُّهمْ عنْ بطشة ِ الطيشِ
العرشُ فرشٌ للذي يستوي … عليه وهو السقفُ للفرشِ
فما أرى شيئاً بلا نسبة ٍ … فنزِّهوا الرحمن ذا العرش