التكفير والثورة – أحمد مطر

كفرتُ بالأقلامِ والدفاتِرْ

كفرتُ بالفُصحى التي

تحبلُ وهيَ عاقِرْ

كَفَرتُ بالشِّعرِ الذي

لا يُوقِفُ الظُّلمَ ولا يُحرِّكُ الضمائرْ

لَعَنتُ كُلَّ كِلْمَةٍ

لمْ تنطَلِقْ من بعدها مسيرهْ

ولمْ يخُطِّ الشعبُ في آثارِها مَصيرهْ

لعنتُ كُلَّ شاعِرْ

ينامُ فوقَ الجُمَلِ النّديّةِ الوثيرةْ

وَشعبُهُ ينامُ في المَقابِرْ

لعنتُ كلّ شاعِرْ

يستلهِمُ الدّمعةَ خمراً

والأسى صَبابَةً

والموتَ قُشْعَريرةْ

لعنتُ كلّ شاعِرْ

يُغازِلُ الشّفاهَ والأثداءَ والضفائِرْ

في زمَنِ الكلابِ والمخافِرْ

ولا يرى فوهَةَ بُندُقيّةٍ

حينَ يرى الشِّفاهَ مُستَجِيرةْ

ولا يرى رُمّانةً ناسِفةً

حينَ يرى الأثداءَ مُستديرَةْ

ولا يرى مِشنَقَةً

حينَ يرى الضّفيرةْ

في زمَنِ الآتينَ للحُكمِ

على دبّابةٍ أجيرهْ

أو ناقَةِ العشيرةْ

لعنتُ كلّ شاعِرٍ

لا يقتنى قنبلةً

كي يكتُبَ القصيدَةَ الأخيرةْ