الأمرُ أعظمُ أنْ يدرى فيعتقدا – محيي الدين بن عربي

الأمرُ أعظمُ أنْ يدرى فيعتقدا … على الحقيقة ِ إجمالاً وتفصيلا

عنه العبارة في الألفاظ قاصرة ٌ … يدريه من رتَّل القرآن ترتيلا

ولا التصوُّر في الألقاب يضبطه … ولا يقيده عقلاً وتنزيلا

فحدُّه كل محدود بصورته … وما تناهتْ فيبقى الأمرُ مجهولا

فلستُ أعرفُهُ إلا مشاهدة ً … ولستُ أشهده حسّاً ومعقولا

قدْ جلَّ مظهرهُ إذْ جلَّ ظاهرهُ … وحلَّ مظهرهُ نصاً وتأويلا

إنَّ البصائرَ والأفكارَ ما اجتمعتْ … فيه وقد عجرت قطعاً وتفصيلا

إن قلتَ بالحسِّ لم تظفر بطلعته … أو قلتَ بالعقلِ تبديلاً وتحويلا

فالوهم يحكم والأوهامُ يعرفها … والوهمُ لمْ أرَ فيهِ قطُّ محصولا

وليسَ يدركُ ذو عقلٍ وذو بصرٍ … ما ليس يدرك موصولاً ومفصولا

حارت عقولُ ذوي الألباب فيه كما … حارتْ خواطر مَنْ يبغيه تضليلا