الأسير – قاسم حداد

يذرعون به المدينة

برسغين مغلولين

وكاحلين في الأسر

فيخرج الناس شاخصين

مثل روم القياصرة

يرون جيشاً صغيراً

يرفع كفين مضمومين بالمعدن

مبتهجاً

و الأحداق المتقاطرة

ليست مذعورة ولا مطمئنة

خوفٌ

يعلنون به هزيمة انتصارهم

ومنعطفات النهار

نهار كامل يكسون بها وحشة المدينة

عارياً

وقمصانهم ملوثة بالجريمة

أخباره مكبوتة

و بريد الفضيحة يندلع

في ناس المدينة

يدّخر دمه المحتقن تحت الأظافر المنزوعة

وجلده المزرقّ في الكوعين و الركبتين

و خاصرته المخدوعة بالحزن النحيل

كل ذلك كان معه في الموكب الغامض

الذي يجوب المدينة

كل ذلك كان يخفره

ويرصد مواقع أحلامه

حتى إذا ما نال الاحتضانة الخاطفة

ومسح الحزن المترف في دهشة طفلته

انفجرت فيه شهوة السرد

فوقفوا به عند البحر

بحر سيأخذه إلى بيت آخر .

ويرصد مواقع أحلامه

حتى إذا ما نال الاحتضانة الخاطفة

ومسح الحزن المترف في دهشة طفلته

أزاح الموت الذي تعثر به عابراً شجرة العائلة

انفجرت فيه شهوة السرد

فوقفوا به عند البحر

بحر سيأخذه إلى بيت آخر .