استغفرُ اللهَ منْ علمٍ أفوهُ بهِ – محيي الدين بن عربي

استغفرُ اللهَ منْ علمٍ أفوهُ بهِ … فإنَّ قائله منهمْ على خطرِ

وهوَ الصحيحُ الذي لا شكَّ يدخلني … فيه ولكنني منه على حذر

وقدْ أتيتُ بهِ لحكمة ٍ حكمتْ … عليّ فيه على ما جاء في القدر

من العلوم التي قد عزَّ طالبها … ولم ينلها لما في الأمر عن غَرَرِ

لولا وراثتنا خيرَ الأنامِ لما … حصلتها السيدَ المختارَ منْ مضرِ

وهوَ العليمُ بها منْ ضربة ٍ حصلتْ … لهُ منَ اللهِ ذي الآلاءِ في السمرِ

فاسمع فديتك إني قد عزمت على … إبراز ما كان في الأصدافِ من درر

إنْ قيلَ ما سببُ التكبيرِ والغيرِ … فقلْ لهُ ذاكَ مجلى الحقِّ في الصورِ

فما ترى العينُ إلاَّ واحداً أبداً … والكِبرُ جاء من الإحكام في النظرِ

إنَّ الوجودَ على الإيهامِ نشأتهُ … مثل الشهادة ِ حال الذرِّ في الفطرِ

والحكمُ مني بهذا القولِ صورته … ما قلُته وكذا المشهودِ بالبصرِ

الغيبُ لله لا الأبصارُ تدركه … وما ترى العينُ يكنى عنه بالبشرِ

من كلِّ نجمٍ وأفلاكٍ يدور بها … وما يولده من هذه الأكْر

إنْ لمْ تحققهُ برهاناً ومعرفة ً … كما هو الأمر فاقنع فيه بالخبر

من ذائقٍ لمْ يقلْ ما قالَ عن نظرٍ … ولا قياسٍ ولا حدسٍ ولا ضَرر

إنّ الوجودَ وجودُ الحقِّ ليسَ لهُ … فيهِ شريكٌ كما قدْ جاءَ في الأثرِ

وأين مثلُ رسولِ الله سيِّدِنا … فيما يُقال ففكِّر فيه واعتبر

فيما يقولُ لبيدٌ في جهالتِهِ … وليسَ يدري الذي قدْ قال فادكرِ

فإنّ ذا فطنة ٍ مثلي مخلفة ٍ … ترى الحقائقَ تأتيها على قدر

ولا تقل إن ذا وهم وسفسطة … القولُ ما قلته فانهض على أثَري

والله لولا شهودُ الحقِّ ما نظرت … عيني إلى أحد من عالم الغير

إني يتمية ُ دهري ما لها شبهٌ … من الفرائدِ في نجْر ولا بحر