إِلَى أُسْتَاذِنَا الْعَلَمِ الجَلِيلِ – خليل مطران

إِلَى أُسْتَاذِنَا الْعَلَمِ الجَلِيلِ … تَوَلَّيْ يَا تَحِيَّاتِ الخَلِيلِ

مُذَكَّاةً وَحَسْبُكِ نَفْحُ طِيبٍ … مِنَ الجَنَّاتِ تُسْقى شُهدَ نِيلِ

فَمَا أَثَرُ الجَمِيلِ عَلَى التَّنَائِي … بِنَاءٍ عَنْ مُقْرٍّ بِالْجَمِيلِ

جَوَانِبُ مِصْرَ يَمْلَؤُهَا شُهُودٌ … يُزَكُّونَ الإِمَامَ مِنَ الْعُدُولِ

مِنَ المُتَثَقِّفِينَ عَلَى يَدَيْهِ … كِبَاراً بِالْخَلاَئِقِ وَالْعُقُولِ

أَقَامُوا فِي الْحَوَاضِرِ وَالْبَوَادِي … عَلَى إِحْسَانِهِ أَقْوَى دَلِيلِ

أَبَنَّاءَ المَفَاخِرِ مِنْ فُرُوعٍٍ … بنَيْتَ بِهَا الرِّجَالَ مِنْ أُصُولِ

إِذَا أَنَا لَمْ أُفِدْ بِالسَّمْعِ قَوْلاً … فَمَا إِنْ فَاتَنِي أَثَرُ المَقُولِ

وَإِنْ تَسْمَحْ فَتَعْدُدْنِي مُرِيداً … فَمَا عَدِّي مُرِيداً بِالْقَلِيلِ

وَهَلْ فِي الْعَالِمِ العَرَبِيِّ مَنْ لَمْ … يُصِبْ مِنْ ذَلِكَ الفَضْلِ الْجَزِيلِ

رَأَيْتُكَ فِي جَهَابِذِنَا مِثَالاً … عَزِيزاً أَنْ يُقَاسَ إِلَى مَيِثل

إِذَا أَلْقَى الدَّرُوسَ أَفَاضَ نَبْعاً … قَرِيبَ الوِرْدِ عَذْبَ السَّلْسَبِيلِ

وَإِنْ أَجْرَى يَرَاعَتَهُ أَدَارَتْ … عَلَى الأَذْهَانِ صِرْفاً مِنْ شَمُولِ

لَهُ الْوَحْيُ الذِي كَالنَّوْءِ يَأْتِي … بِبَرْقٍ سَاطِعٍ وَنَدى هطُولِ

فَفِي الإغْدَاقِ لِلَّظمْآنِ رِيٌّ … وَفِي الإشْرَاقِ هَدْيٌ لِلضَّلُولِ

رَعَاهَا اللهُ جَامِعَةً أَدَالتْ … لَنَا عِزّاً مِنَ العَهْدِ المُذِيلِ

بِبِرٍ لَمْ يُتِحْهُ الدَّهْرُ قَبْلاً … لِقَوْمٍ فِي حِمَاهُمْ مِنْ نَزِيلِ

شَفَتْ عِلَلاً بِأَبْدَان وَزَادَتْ … فَرَدَّتْ صِحَّةَ الخُلْقِ العَلِيلِ

وَغَذَتْ بِالمَعارِفِ طَالبِيهَا … فَأَخْرَجَتِ العَلِيمَ مِنَ الْجَهُولِ

وَأَنْبَتَت الْفَضَائِلَ فِي بَنِيهَا … نَبَاتَ المُخْصِبَاتِ مِنَ الحُقُول

إِذَا رُمْنَا الوَفَاءَ بِمَا عَلَيْنَا … لَهَا أَوْ بَعْضَهُ هَلْ مِنْ سَبِيلِ

أَحِنُّ إِلَى مَعَالِمِهَا وَأَهْوَى … خِلاَلَ عَمِيدِهَا الشَّهْمِ النَّبِيلِ

فَتّى زِينَتْ شَمَائِلُهُ بِنُبْلٍ … يُنَهْنِهُ عِزَّةَ الْجَاهِ الأَثِيلِ

وَأكْبِرُ حَوْلَهُ فِي كُلِّ فنٍ … لَفِيفاً مِنْ أَسَاتِذَةٍ فُحُولِ

شُكُولٌ فِي سَجايَاهُمْ كِمَالاً … وَلَيْسوا في المَعَارِفِ بِالشُّكُولِ

إِذَا مَا أَكْرَمُوا جَبْراً أَخَاهُمْ … فَمِنْ حَقِّ الْفَضِيلِ عَلَى الْفَضِيلِ

وَأَخْلَقُ عَالِمٍ بالمَجْدِ حَبْرٌ … أَتَم العِلْمَ بِالْخُلْقِ الجَمِيلِ

نَقِيُّ الجَيْبِ عَاشَ بِلاَ عَذِيرٍ … عَلَى هَنَة وَعَاشَ بَلا عَذُولِ

فَخَاراً صَاحبَ الْيُوبِيلِ هَذا … ثَوَابُ عَنَائِكَ الجَمِّ الطَّوِيلِ

تَوَافَدَتِ الْوُفُودُ إِلَيْكَ تُثْنِي … عَلَيْكَ مِنَ الحُزُونَةِ وَالسُّهُولِ

فَأَهْدَتْ مِنْ رِيَاضِ الشُّكْرِ وَرداً … زَكِيَّ العَرْفِ مَأْمُونَ الذُّبُولِ

وَحَمَّلْتُ الأَلُوكَةً تَهْنِئَاتِي … فَهَلْ أَرْجُو لَهَا حُسْنَ القُبُولِ

بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ رَسُولُ صِدْقٍ … وَحَسْبِي مِنْكَ إِلْطَافُ الرَّسُولِ