إياكِ – عبدالعزيز جويدة

إياكِ أن تتخيَّلي

أني سأحيا لحظةً من غيرِ حُبْ

عُمري رَخيصٌ أدفعُهْ ..

في أيِّ وقتٍ صَدِّقي

لكنْ مُحالٌ أن يَموتَ القلبْ

حذّرتُ قلبَكِ مرَّةً ..

مليونَ مرَّةْ

خُطَطُ التلاعُبِ والتنصُّلِ

من كلامِكِ مُستمرَّةْ

في كلِّ ثانيَةٍ معَكْ

أجدُ الطقوسَ جميعَها

بردًا وحَرْ ،

صحوًا وغيمْ

هي حالةٌ في الحبِّ ليستْ مُستقِرةْ

إني اشتريتُكِ بالحياةْ

بعتُ الحياةَ جميعَها

من أجلِ حُبِّكِ بعتُها

لكنَّ قلبَكِ رافضٌ أن يَستمِرْ

بحرٌ كبيرٌ من شكوكٍ داخلَكْ

هو مستحيلٌ يَستقِرْ

ثقتي بنفسي مستحيلٌ منحُها

أو منعُها

هي دائمًا عندي خُطوطٌ حُمرْ

يومًا بَكيتِ وقلتِ لي

من غيرِ حبِّكَ سوفَ يقتُلُني السأمْ

كُن جانبي أرجوكْ

أنا مستحيلٌ في الهوى أمحوكْ

كلُّ الجوانحِ داخلي تدعوكْ

كم كنتِ مُخطئةً بحقي وامتثلتُ

لأنَّ دمعَكِ

كانَ أكبرَ ، كانَ أعظمَ

من حكايةِ كبريائي

كم عاشَ حبُّكِ

كانَ نهرًا من عذاباتِ الحنينِ

وذابَ عُمرًا في دمائي

وتوسَّلتُ إليكِ

هل تذكرينْ ؟

ثم كررتُ رجائي

اقتُلي تلكَ الشكوكْ

أنتِ دائي ودوائي

أنتِ أسمَى مَن عَرَفْتْ

أنتِ أغلى مَن عَشِقتْ

أنتِ عِزِّي ، كبريائي

فلماذا دائمًا تَسعَى لديكِ

رغبةٌ في جَلدِ ذاتِكْ

لم تكنْ هذي صفاتِكْ

كلُّ هذا مَحضُ وهمٍ من خيالِكْ

تَقلِبينَ الكونَ حولي بادعائكْ

ليسَ ما في الأمرِ إلا

فكرةً مرَّتْ ببالِكْ

حاولي أن تفهميني

حاولي أن تَمنحيني

فرصةً لأكونَ أقربْ

صّدِّقيني

ثورةُ الشكِّ تُعذِّبْ

لم أكنْ يومًا وربي

مرةً زيرَ نساءْ

لن يكونَ الحبُّ عندي كالملابسْ

بعضُها في الصيفِ تأتي

ثم أخرى في الشتاءْ

أنتِ أغلى من كلامي ، من خيالي

من جميعِ الشعراءْ

أنتِ حبٌّ سرمديٌّ

لن افكر لحظة في الانتهاءْ

فلماذا دائمًا هذا العنادْ

أنتِ في الحبِّ بوادٍ

وأنا في ألفِ وادْ

مِن غُرورِكْ ..

من شكوكِكْ

حبُّنا أضحى رمادْ

وأنا في الحبِّ أركُضْ

في الصحاري كالجيادْ

عاشقٌ واللهِ عاشقْ

مستحيلٌ أنني يومًا سأُنكِرْ

وأحبُّ الصفوَ منكِ

وأحبُّ العندَ منكِ ..

رُبَّما واللهِ أكثرْ

إنما قلبي يُريدْ

مرَّةً أن يستريحْ

وأنا أيضًا أريدْ

ليسَ في الأمرِ جديدْ

فأنا في كلِّ أمرٍ مستعدٌ للمزيدْ

ليسَ عندي دائمًا أيُّ يقينْ

عن ردودِ الفعلِ عندَكْ

لو تَغارين أُوافقْ

إنما بالشكِّ أرفضْ

وأراني حائرًا

وعلى الجَمرةِ أقبِضْ

أبعِدي هذا التكلُّفْ

دائمًا عندَ التصرُّفْ

سامحيني مرَّةً من غيرِ ذنبٍ

سامحيني مرَّةً في الحبِّ وانسي

كلما عُدنا فتحنا ألفَ موضوعٍ قديمٍ

ثم عُدنا للتأسِّي

فيهِ نُصبحْ ،

فيهِ نُمسي

افهميني

كلُّ مَن حولي ادعاءْ

كلُّ مَن حولي هباءْ

أنتِ كلُّ الأرضِ عندي والسماءْ

أنتِ يا كلَّ النساءْ

فلماذا إِنْ هَدَأْنَا

تبدأينَ الحربَ وحدَكْ

في طواحينِ الهواءْ ؟

مستحيلٌ أن يكونَ الحبُّ تحقيقًا ،

وتفتيشًا ، وسَجنْ

مستحيلٌ أن يكونَ الحبُّ مَنّ

مستحيلٌ أن يكونَ الحبُّ قلبًا

ذابَ حبًا وحنانًا

نحوَ قلبٍ لايَحِنْ

مستحيلٌ أن يكونَ الحبُّ ضَنّ

اخلعي هذا القناعْ

سامحيني

رغمَ أني لستُ فِعلاً مذنبًا

سامحيني

واحتويني

مرةً في العمرِ قدرَ المستطاعْ

سامحيني

كلُّ شكٍ كانَ عندَكْ

ما لهُ حقًا دليل

إنه وهمٌ وشاعْ

فلماذا تتركيني

مَركبًا دونَ شراعْ

قُلتِ لي مليونَ مرَّةْ

لن تعودي

ثم أجَّلتِ الوداعْ

ثورةٌ من غيرِ داعْ

فلماذا كلما قررتِ يومًا تتركيني

أستريحُ

ثم أرجِعْ ..

شاكيًا من أن حُبَّكْ

واصلٌ حتى النخاعْ

.