إن هجاء الباهليين دارما – الفرزدق

إنّ هِجَاءَ البَاهِلِيّينَ دَارِماً … لَمِنْ بِدَعِ الأيّامِ ذاتِ العَجائِبِ

أباهِلَ هَلْ في دَلوِكُمْ، إذْ نَهَزْتُمُ … بها، كَرِشَاءِ ابنَيْ عِقالٍ وَحاجِبِ

رِشَاءٌ لَهُ دَلْوٌ تَفيضُ ذَنُوبُهَا … على المَحْلِ أعلى دَلْوِهَا في الكَوَاكبِ

فمَن يَكُ أمسَى غابَ عَنهُ فُضُوحُهُ، … فَلَيْسَ فُضُوحُ ابنَيْ دُخَانٍ بغائبِ

لَعَمْرُكَ إنّي وَالأصَمَّ وَأُمَّهُ … لَفي مَقْعَدٍ في بَيْتِهَا مُتَقاِربِ

تَقولُ وقَدْ ضَمّتْ بعِشرِينَ حَوْلَهُ: … ألا لَيْتَ أني زَوْجةٌ لابنِ غالِبِ

لأرْشُفَ رِيحاً لمْ تَكُنْ بَاهِلِيّةً، … وَلَكِنّهَا رِيحُ الكِرَامِ الأطَايِبِ

بَنُو دارِمٍ كالمِسْكِ رِيحُ جُلُودهمْ، … إذا خَبُثَتْ رِيحُ العَبيدِ الأشَايِبِ

ألا كُلُّ بَيْتٍ بَاهِليٍّ أمَامَهُ … حِمَارٌ وَعِدْ لا نِحِيِ سَمْنٍ وَرَايِبِ

يُؤدّى بهَا عَنْهُمْ خَرَاجٌ، وَانّهُمْ، … لجِرْوَةَ، كانُوا جُنّحاً للضّرَائِبِ

إذا ابْنَا دُخَانٍ وَاقَفَا وِرْدَ عُصْبَةٍ … لِئامٍ وَإنْ كانوا قَليلي الحَلايِبِ

لَقالوا اخْسَآ يا بنَيْ دُخانٍ فإنّكُمْ … لِئَامٌ وَشَرّابُونَ سُؤرَ المَشَارِبِ

فَظَلّ الدُّخانيّونَ تُرْمَى وُجوهُهمْ … عَلى المَاءِ بالإقْبالِ رَمْيَ الغَرَائِبِ

أبَاهِلَ إنّ المَاءَ لَيْسَ بِغَاسِلٍ … مَخازِيَ عنكُمْ عارُها غَيرُ ذاهِبِ

وَإنّ سِبَابِيكُمْ لَجَهْلٌ، وَأنْتُمُ … تُبَاعُونَ في الأسْوَاق بَيْعَ الجلايِبِ