إن لم يكن عندكِ ما عندنا – مصطفى صادق الرافعي
إن لم يكن عندكِ ما عندنا … فمن رَمى الخَصْرَ بهذا الضَّنَى
ما لكِ تخفينَ الهوى والهوى … يقولُ في عينيكِ لي ها أنا
وتلكَ أنفاسكِ نمّامةٌ … وبينَ نهديكِ أرى مَكْمنا
حسبيَ ذا الوجهُ وألوانهُ … وما دليلُ الشمسِ إلا السَّنا
كُفي ظنونَ الناسِ واستنكفي … أن تجري الألسنُ يوماً بنا
الا تَرَيْنَ الطيرَ في راحةٍ … من يومِ أمسى بالهوى معلنا
وما كتمنا إذ كتمنا الجوى … إلا كما تخفي الغصونُ الجنى
والحبُّ في الصدرِ بخارٌ إذا … حسبتهُ هنا جرى من هُنا
كلا فؤادينا امتلا بالهوى … وفاضَ حتى ملا الأعينا
وأيُّ ذنبٍ للإناءِ الذي … يفيضُ إن أنتَ ملأتَ الإنا
لا تعجبي مما يُمنّي الهوى … ما في يدِ العشاقِ إلا المنى
قد نالَ بعدَ العشقِ أطماعهُ … من نالَ بعدَ الكيمياِء الغنى