إن كنتَ ممّن يلجُ الوادي فسلْ – مهيار الديلمي

إن كنتَ ممّن يلجُ الوادي فسلْ … بين البيوت عن فؤادي ما فعلْ

وهلْ رأيتَ والغريبُ ما ترى … واجدَ جسمٍ قلبهُ منه يضلّ

وقل لغزلان النقا مات الهوى … وطلِّقتْ بعدكمُ بنتُ الغزلْ

وعاد عنكنَّ يخيبُ قانصٌ … مدَّ الحبالاتِ لكنّ فاحتبلْ

يا من يرى قتلى السيوفِ حظرتْ … دماؤهم اللهَ في قتلى المقلْ

ما عند سكّانِ منى ً في رجلٍ … سباه ظبيٌ وهو في ألف رجلْ

دافعَ عن صفحته شوكُ القنا … وجرحته أعينُ السِّربِ النُّجلْ

دمٌ حرامٌ للأخِ المسلمِ في … أرضٍ حرامٍ يالَ نعمٍكيف حلّْ

قلتِ شكا فأين دعوى صبره … كرِّي اللحاظَ واسئلي عن الخبلْ

عنَّ هواكِ فأذلَّ جلدي … والحبُّ مارقَّ له الجلدُ وذل

من دلَّ مسراكِ عليّ في الدجى … هيهات في وجهك بدرٌ لا يدُلّْ

رمتِ الجمال فملكتِ عنوة ً … أعناقَ مادقَّ من الحسن وجلْ

لواحظا علَّمت الضربَ الظُّبا … على قوامٍ علَّم الطعنَ الأسلْ

يا من رأى بحاجرٍ مجاليا … من حيثُ ما استقبلها فهي قبلْ

إذا مررتَ بالقبابِ من قبا … مرفوعة ً وقد هوت شمسُ الأصُلْ

فقل لأقمارِ السماء اختمري … فحلبة ُ الحسن لأقمارِ الكللْ

أين ليالينا على الخيفِ وهل … يردُّ عيشا بالحمى قولُك هلْ

ما كنّ إلا حلما روّعه ال … صُّبحُ وظلاًّ كالشباب فانتقلْ

ما جمعتْ قطّ الشبابَ والغنى … يدُ امرئ ولا المشيبَ والجذلْ

يا ليت ما سوّد أيّامَ الصِّبا … أعدى بياضا في العذارين نزلْ

ما خلتُ سوداءَ بياضي نصلتْ … حتى ذوى أسودُ رأسي فنصلْ

طارقة من الزمان أخذتْ … أواخرَ العيش بفرطات الأوَلْ

قد أنذرتْ مبيضَّة أن حذَّرتْ … ونطقَ الشيبُ بنصحٍ لو قُبلْ

ودلَّ ما حطَّ عليك من سني … عمرك أنَّ الحظَّ فيما قد رحلْ

كم عبرة ٍ وأنت من عظاتها … ملتفتٌ تتبع شيطانَ الأملْ

ما بين يمناك وبين أختها … إلا كما بين مناك والأجلْ

فاعمل من اليوم لما تلقى غدا … أو لا فقل خيراً توفَّقْ للعملْ

وردْ خفيف الظهر حوضَ أسرة ٍ … إن ثقَّلوا الميزانَ في الخيرِ ثقلْ

اشددْ يداً بحبِّ آل أحمدٍ … فإنه عقدة ُ فوزٍ لا تحلْ

وابعث لهم مراثيا ومدحا … صفوة َ ما راض الضميرُ ونخلْ

عقائلا تصان بابتذالها … وشارداتٍ وهي للساري عقُلْ

تحملُ من فضلهمُ ما نهضتْ … بحمله أقوى المصاعيبِ الذُّلُلْ

موسومة ً في جبهاتِ الخيلِ أو … معلَّقاتٍ فوق أعجازِ الإبلْ

تنثو العلاءَ سيِّدا فسيّدا … عنهم وتنعى بطلا بعدَ بطلْ

الطيِّبون أزُرا تحت الدجى … الكائنون وزرا يومَ الوجلْ

والمنعمون والثرى مقطِّبٌ … من جدبه والعامُ غضبانُ أزلْ

خير مصلٍّ ملكا وبشرا … وحافيا داس الثرى ومنتعلْ

همْ وأبوهم شرفا وأمّهم … أكرمُ من تحوى السماءُ وتظلْ

لا طلقاء منعمٌ عليهمُ … ولا يحارون إذا الناصر قلْ

يستشعرون الله أعلى في الورى … وغيرهم شعاره أعلُ هبلْ

لم يتزخرفْ وثنٌ لعابدٍ … منهمُ يزيغ قلبه ولا يُضِلْ

ولا سرى عرقُ الإماء فيهم … خبائث ليست مريئات الأكلْ

يا راكبا تحمله عيديَّة ٌ … مهويَّة الظهر بعضَّات الرَّحلْ

ليس لها من الوجا منتصرٌ … إذا شكا غاربها حيفَ الإطلْ

تشربُ خمسا وتجرُّ رعيها … والماءُ عدّ والنباتُ مكتهلْ

إذا اقتضتْ راكبها تعريسة ً … سوّفها الفجرَ ومنَّاها الطَّفَلْ

عرِّج بروضاتِ الغريِّ سائفا … أزكى ثرى ً وواطئا أعلى محلْ

وأدِّ عني مبلغا تحيَّتي … خيرَ الوصيِّين أخا خيرِ الرسلْ

سمعا أمير المؤمنين إنها … كناية ٌ لم تك فيها منتحلْ

ما لقريشٍ ما ذقتك عهدها … ودامجتك ودَّها على دخلْ

وطالبتك عن قديم غلِّها … بعد أخيك بالتِّراتِ والذَّحلْ

وكيفَ ضمُّوا أمرهم واجتمعوا … فاستوزروا الرأيَ وأنتَ منعزلْ

وليس فيهم قادحٌ بريبة ٍ … فيك ولا قاضٍ عليك بوهلْ

ولا تعدُّ بينهم منقبة ٌ … إلا لك التفصيلُ منها والجُملْ

وما لقومٍ نافقوا محمدا … عمرَ الحياة وبغوا فيه الغيلْ

وتابعوه بقلوبٍ نزلَ ال … فرقانُ فيها ناطقا بما نزلْ

مات فلم تنعقْ على صاحبه … ناعقة ٌ منهم ولم يُرغِ جملْ

ولا شكا القائم في مكانه … منهم ولا عنَّفهم ولا عذلْ

فهل تُرى مات النفاقُ معهُ … أم خلصت أديانُهم لمّا نُقلْ

لا والذي أيّده بوحيه … وشدَّه منك بركنٍ لم يزُلْ

ما ذاك إلا أنّ نياتهمُ … في الكفر كانت تلتوي وتعتدلْ

وأن ودّاً بينهم دلَّ على … صفائه رضاهمُ بما فعلْ

وهبهمُ تخرُّصا قد ادّعوا … أنّ النفاق كان فيهم وبطلْ

فما لهم عادوا وقد وليتهمْ … فذكروا تلك الحزازاتِ الأوَلْ

وبايعوك عن خداعٍ كلُّهم … باسطُ كفٍّ تحتها قلبٌ نغلْ

ضرورة ذاك كما عاهد من … عاهدَ منهم أحمدا ثمَّ نكلْ

وصاحب الشورى لما ذاك ترى … عنك وقد ضايقه الموت عدلْ

والأمويُّ ما له أخّرَكم … وخصَّ قوما بالعطاء والنفلْ

وردَّها عجماءَ كسرويَّة ً … يضاع فيها الدِّينُ حفظا للدولْ

كذاك حتّى أنكروا مكانه … وهم عليك قدَّموه فقبلْ

ثم قسمتَ بالسَّواء بينهم … فعظُم الخطبُ عليهم وثقلْ

فشحذتْ تلك الظُّبا وحفرتْ … تلك الزُّبى وأضرمتْ تلك الشُّعلْ

مواقفٌ في الغدر يكفي سبّة ً … منها وعارا لهمُ يومُ الجملْ

يا ليت شعري عن أكفٍّ أرهفتْ … لك المواضي وانتحتك بالذُّبُلْ

واحتطبتْ تبغيك بالشّرّ على … أيّ اعتذارٍ في المعاد تتكلْ

أنسيتْ صفقتها أمس على … يديك ألاّ غيرٌ ولا بدلْ

وعن حصانٍ أبرزتْ يكشفُ باس … تخراجها سترُ النبيّ المنسدلْ

تطلب أمراً لم يكن ينصره … بمثلها في الحرب إلا من خذلْ

يا للرجال ولتيمٍ تدّعي … ثأرَ بني أميّة وتنتحلْ

وللقتيل يُلزمون دمه … وفيهم القاتلُ غيرَ من قتلْ

حتى إذا دارت رحى بغيهمُ … عليهمُ وسبقَ السيفُ العذلْ

وأنجز النَّكثُ العذابَ فيهمُ … بعد اعتزالٍ منهمُ بما مُطلْ

عاذوا بعفوِ ماجدٍ معوّدٍ … للصبر حمّالٍ لهم على العللْ

فنجَّتْ البقيا عليهم من نجا … وأكلَ الحديدُ منهم من أكلْ

فاحتجّ قومٌ بعد ذاك لهمُ … بفاضحاتِ ربِّها يومَ الجدلْ

فقلَّ منهم من لوى ندامة ً … عنانه عن المصاع فاعتزلْ

وانتزعَ العاملَ من قناته … فرُدَّ بالكرهِ فشدَّ فحملْ

والحال تنبي أنّ ذاك لم يكن … عن توبة ٍ وإنما كان فشلْ

ومنهمُ من تاب بعد موته … وليس بعد الموت للمرء عملْ

وما الخبيثان ابنُ هندٍ وابنه … وإن طغى خطبُهما بعدُ وجلْ

بمبدعين في الذي جاءا به … وإنما تقفَّيا تلك السُّبلْ

إن يحسدوك فلفرط عجزهم … في المشكلات ولما فيك كملْ

الصنو أنت والوصيُّ دونهم … ووارثُ العلم وصاحبُ الرسلْ

وآكلُ الطائر والطاردُ لل … صِّل ومن كلّمه قبلك صلّ

وخاصفُ النعلِ وذو الخاتمَ وال … منهلُ في يوم القليبِ والمُعلّْ

وفاصلُ القضيّة العسراء في … يوم الحنين وهو حكمٌ ما فصلْ

ورجعة ُ الشمس عليك نبأٌ … تشعَّبُ الألبابُ فيه وتضلْ

فما ألوم حاسدا عنك انزوى … غيظا ولا ذا قدمٍ فيك تزلْ

يا صاحبَ الحوض غداً لا حُلِّئتْ … نفسٌ تواليك عن العذب النهلْ

ولا تسلَّطْ قبضة ُ النارِ على … عنقٍ إليك بالوداد ينفتلْ

عاديتُ فيك الناسَ لم أحفل بهم … حتى رموني عن يدٍ إلا الأقلْ

تفرَّغوا يعترقون غيبة ً … لحمى وفي مدحك عنهم لي شغُلْ

عدلتُ أن ترضى بأن يسخطَ من … تقلُّه الأرضُ عليّ فاعتدلْ

ولو يشقّ البحر ثمّ يلتقي … فلقاه فوقى في هواك لم أبلْ

علاقة ٌ بي لكمُ سابقة ٌ … لمجدِ سلمان إليكم تتّصلْ

ضاربة ٌ في حبّكم عروقها … ضربَ فحولِ الشَّولِ في النوق البُزلْ

تضمُّني من طرفي في حبلكم … مودّة ٌ شاخت ودينٌ مقتبلْ

فضلتُ آبائي الملوكَ بكمُ … فضيلة َ الإسلام أسلافَ المللْ

لذاكمُ أرسلها نوافذا … لأمِّ من لا يتّقيهنَّ الهبلْ

يمرقن زرقا من يدي حدائدا … تنحى أعاديكم بها وتنتبلْ

صوائبا إمّا رميتُ عنكمُ … وربما أخطأ رامٍ من ثعلْ