إنْ فَازَ نَجْلُكَ بَيْنَ الْرِّفُقَةِ النُّجُبِ – خليل مطران
إنْ فَازَ نَجْلُكَ بَيْنَ الْرِّفُقَةِ النُّجُبِ … فَلَيْسَ في فَوْزِهِ الْمَشْهُودِ مِنْ عَجَبِ
وَإِنْ أصَابَ امْتِيَازاً قَلَّ مُدْرِكُهُ … لَدَى امْتَحَانٍ فَمَنْ يَجْدُرْ بِهِ يَصِبِ
أَبُوهُ جَلَّى قَدِيماً أَيَّ تَجْلِيَةٍ … وَعَادَ فَتَاهُ الْيَوْمَ بِالْقَصَبِ
وَرَاعَ فِي شُهُبِ مِنْ جِيلِهِ سَطَعَتْ … فَلْيَغْدِ في جِيلِهِ مِنْ أَرْوَعِ الشُّهُبِ
مَا أَحْسَنَ الْفَرْعَ يَقُفُو الأَصْلَ مُهْتَدِياً … بِهَدْيِهِ في مَضَاءِ الْعَزْمِ وَالدَّأْبِ
وَمَا أَعَزَّ الْفَتَى تَنْمِيهَ هَمَّتُهُ … هَذَا إلى أَنَّهُ يَنْمِيه خَيْرُ أَبِ
قَدْ كَافَأَ اللهُ باِلحُسْنَى مَضَاعَفَةً … في أَكْرَمِ الوُلدِ قَلْبِ الوَالِدِ الحَدِبِ
سُرُورُهُ الْيَوْمَ أَضْعَافُ السُّرُورِ بِمَا … أَوْلاَهُ مِنْ مَنْصِبٍ عَالٍ وَمِنْ حَسَبِ
وَحَبَّذَا لِعُلَى مِصْرَ وَعِزَّتِهَا … تَسَلْسُلِ النُّخَبِ المُثْلَى مِنَ النُّخَبِ
هَذِي تَحِيَّةُ وُدٍّ لاَ مِراءَ بِهِ … وَنَفْحَةٌ مِنْ وَلاءٍ غَيْرِ مُؤْتَشِبِ
نَظَمْتُهَا حِينَ وَافَانِي الْبَشِيرُ كَمَا … جَاءَتْ وَمَا مَلْهِمٌ لِلْشِّعْرِ كَالطَّرَبِ
حَقُّ الوَزِيرِ كَبِيرٌ وَالشَّفِيعُ بِهَا … لَدَى مَعَالِيهِ لُطْفُ الأخْذِ بِالسَّببِ
هَوَ الْهَمَامُ الَّذِي يَأْتِي مَحَامِدَهُ … وَحَسْبُهُ مِنْ جَزَاءِ أَجْرِ مُحْتَسَبِ
إِذَا تَحَلَّى عِصَامِيٌّ بِرُتْبَتِهِ … فَهْوَ الْمُحَلَّى بِمَا يُوفَى عَلَى الْرُّتَبِ
وَأَنْ يُقَلَّدَ وَزِيرُ الْحُكْمِ مَنْصِبَهُ … فَلاَ كَذَاكَ وَزِيرُ الْعِلْمِ وَالأَدَبِ
هَيْهَاتَ يَبْلُغُ شِعْرٌ مِنْ مَآثِرِهِ … بَعْضَ الْمُخَلَّدِ في الأَسْفَارِ وَالْكُتُبِ
مَنْ أَمَّ سَاحَتَهُ يَحْتَتُّهُ أَمَلٌ … وَلَوْ عَدَتْهُ عَوَادِي الْدَّهْرِ لَمْ يَخِبِ
وَمَنْ تَفَيَأَ ظِلاًّ مِنْ مُروءَتِهِ … أَوَى إلى مَأْمَنٍ مِنْ صَوْلَةِ الْنُّوَبِ
سَمِحَ الْفُؤادِ قَوِيُّ الْجَأْشِ رَابِطُهُ … بِحَيْثُ يُعْصَمُ مِنْ جَهْلِ وَمِنْ غَضَبِ
تَزْدَادُ في أَوْجِهَا الضَّاحِي كَرَامَتُهُ … وَلَيْسَ يَنْقُصُهَا غَاشٌ مِنَ الْسُّحُبِ
فَلْيُهْنِيءِ اللهُ إِبْرَاهِيمَ مُرْتَقِياً … في السَّعْدِ مِنْ َأَرَبٍ يَقْضِي إلى أَرَبِ